في الخامسة من العمر يقدّر الطفل نفسه كما يقدّر أي شخص راشد نفسه
أي إدراك للذات يمكن لطفل في الروضة أن يتمتّع به؟ يجيب على هذا السؤال باحثون أمريكيون مشيرين إلى أن تقديرالذات يكون قويًّا عند طفل في الخامسة من عمره كما يكون في سن الرشد.
يظهر تقدير الذات من خلال حكم الشخص على نفسه إيجابيًا أو سلبيًا ويميل هذا الحكم إلى أن يكون ثابتًا نسبيًّا طوال الحياة.
ويقترح باحثون من جامعة واشنطن (الولايات المتّحدة) أن هذه السمات المهمّة في الشخصيّة تتبلور في عمر باكر من الطفولة حتى قبل أن يدخل الطفل إلى الحضانة لأنه في عمر الخمس سنوات يتمتّع معظم الأطفال بتقدير للذات شبيه من ناحية قوّته بتقدير الراشدين لذاتهم.
إلى حد الآن ليس هناك إلا اختبار واحد موجّه للراشدين وهو اختبار l’Implicit Association Test وهو يحلّل المواقف أو الشخصيّات أو السلوكيات من خلال جمع كلمات مفاتيح مثل “أنا” و”لطيف” و”الأخرين” و”قبيح” من أجل تقييم تقدير الذات.
وتابع الفريق باختبار يقيّم هويّة الجنس ذكر/أنثى واكتشف أن الأطفال الذين يتمتّعون بتقدير عالٍ للذات وبإدراك قوي لهويتهم الجنسية يفضّلون الأشخاص الذين ينتمون إلى جنسهم.
وفسّر أندرو ميلتزوف الشريك في تأليف هذه الدراسة “أن بعض العلماء يعتبرون أن أطفال الحضانة لا يزالون صغارًا جدًا لتطوير إدراك إيجابي أو سلبي للذات”. وتدلّ نتائجنا على أن الشعور بالرضى أو بعدم الرضا تجاه الذات هو أمر جوهري. إنها حالة عقلية إجتماعية يعتمدها الأطفال في كنف المدرسة ولا يطوّرونها في الصف.”
وتساءل أندرو ميلتزوف محلّلًا “ما هي أوجه التواصل بين الأهل والأطفال التي تسمح بتعزيز تقدير الذات لأطفال الحضانة والمحافظة عليه؟ إنه سؤال أساسي نأمل الإجابة عليه من خلال القيام بدراسة على أطفال أصغر سنًا.” ويأمل الباحث وفريقه أن يحدّدوا العمر الذي يظهر فيه هذا المفهوم.