الذكاء و الخطوة الأولى نحو العبقرية
1- ما هي العبقرية ؟
تعرف العبقرية بأنها تمتع المرء بقدر عال من الذكاء يساعده على تحقيق انجازات باهرة في مجالات لم تستكشف بعد .
و لكن ما هو الذكاء الذي يتمتع به طفلي ؟
قديما كان هناك نظرة واحدة للذكاء ألا و هي أحادية الذكاء و المعرف بالذكاء الرياضي و المنطقي .
حتى جاءت نظرية الذكاءات المتعددة و هي نظرية وضعها عالم النفس هاورد غاردنر عام 1983
و من هذه النظرية تبين أن كل طفل يتميز بذكاء خاص به .
1- الذكاء اللغوي
يطلق عليه أيضًا الذكاء اللفظي،ويعرف بأنه القدرة العالية على توظيف الألفاظ شفهيًا. وغالبًا ما نلاحظ هذا النوع من الذكاء عند الخطباء، الإذاعيين، الشعراء، والسياسيين، وبعبارة أشمل: كل من يستطيع التكلم أمام حشد من الناس بسلاسة وعفوية وارتجال مع المزيد من الثقة بالنفس وقوة الشخصية والنبرة الخطابية.
سمات صاحب الذكاء اللغوي
• يتميز صاحب الذكاء اللغوي بشغفه بالقراءة والكتابة، بالإضافة إلى سرعة الحفظ.
• سرعة البديهة والجواب الشافي بألفاظ فصيحة وأسلوب بليغ.
• يروقه حل الألغاز اللغوية مثل الكلمات المتقاطعة.
• يحب رواية القصص ويجيد هذا النوع من الأدب.
• يتذوق الأدب وتستهويه قراءة الشعر.
• يمتلك المقدرة على تعلم اللغات بسرعة.
• يمتلك ذخيرة لغوية تمكنه من التعبير بسهولة عما في نفسه.
• ينغمس في المعاجم بحثًا عن معاني المفردات الجديدة.
• يجيد عرض محاضرة أو الحديث عن كتاب ما قرأه، ويستطيع الدخول في نقاش حوله بسهولة.
• يحب الحديث عن آخر مطالعاته، ولديه الرغبة دائمًا في نقل خلاصة ما تعلمه.
تنمية الذكاء اللغوي
ويمكن لأي شخص تنمية هذا النوع من الذكاء وبالأخص الأطفال من خلال:
• اللعب: فترك الطفل يستمتع بحل الألغاز اللغوية أو المسابقات التي تعتمد على القافية يثري ذخيرته اللغوية،
• المطالعة: تشجيعه على قراءة القصص ثم روايتها بأسلوبه.
• تعليم الطفل للقرآن ينمي هذا الذكاء، لما يتمتع به أسلوب القرآن من البلاغة والفصاحة والدقة في التعبير.
• يمكن للطالب أن ينمي هذا الذكاء من خلال البحث عن المفردات الجديدة، أو الاستماع للخطب الرنانة التي غالبًا ما تكون مزدانة بالألفاظ الجديدة، والأساليب اللغوية الفريدة، والخيال الواسع، وتدوينها في مفكرة لاستعمالها لاحقًا.
2- الذكاء المنطقي
يسمى هذا النوع من الذكاء بالذكاء الرياضي أو الرقمي، وهو النوع الذي يعترف به أغلب الناس، يعرّف الذكاء المنطقي بأنه القدرة على استخدام الاستنتاج والاستقراء في حل المشكلات سواء الرياضية أو الحياتية.
وغالبًا ما نجد هذا النوع من الذكاء عند لاعبي الشطرنج، الفلكيين، مدرّسي الرياضيات.
سمات صاحب الذكاء المنطقي
• يحب مادة الرياضيات والعلوم والكيمياء والإحصاء، كما تستهويه التكنولوجيا.
• يمتلك القدرة على التفكير التجريدي.
• يستطيع إنشاء علاقات، والربط بين السبب والنتيجة.
• يستطيع حل المسائل الرياضية ذهنيًا.
• قادر على حفظ أرقام الهواتف والتواريخ بسهولة.
• شغوف بحل الألغاز الرياضية،ويميل للألعاب الاستراتيجية.
• يجيد التعامل مع الفرضيات وبالتالي يتخذ القرار الصحيح.
• تغريه التجارب العلمية، ويتلهف للوصول إلى النتائج.
• يعبر عن المعلومات من خلال الخطوط البيانية.
• ينتابه شعور بالراحة عند تحويل المعلومات إلى أرقام وكميات وقياسات.
يمكن تنمية هذا النوع من الذكاء من خلال:
• المثابرة على حل الألغاز الرياضية.
• إجراء التجارب ومحاولة الاستنتاج.
• حث الأطفال على الربط بين الأشياء بعلاقة ما (أكبر/أصغر، أقل/أكثر).
3- الذكاء الحسي
يسمى بالذكاء الحركي أيضًا، ويعرّف بأنه القدرة على التنسيق بين حركات الجسد والعقل لتحقيق هدف معين، وغالبًا ما يتمتع بهذا النوع من الذكاء كل من الطبيب الجراح، والرياضي، أصحاب الأعمال اليدوية.
سمات صاحب الذكاء الحسي
• هو شخص يحسن التعبير من خلال لغة الجسد.
• يستطيع التحكم بحركاته في ظل الظروف النفسية السيئة.
• يتعلم من خلال الحس والحركة وممارسة المهارة بدلًا من مشاهدتها.
• يحب ممارسة الرياضة.
• يتقن مهارات القيادة وركوب الدراجة.
• ينتابه الشعور بالملل عند المكوث لفترة طويلة دون ممارسة أي نشاط بدني.
تنمية الذكاء الحسي
• تشجيع الطفل على أداء الأدوار المسرحية.
• أن تحبب للطفل الأعمال اليدوية كالحياكة وتشكيل الصلصال والغزل.
• ممارسة الرياضة بشكل عام، وحث الطفل على أن يتخذها كهواية، كأن يتخذ من التينس أو السباحة أو الجولف هواية محببة.
• ممارسة الرقص كالباليه أو الجمباز أو ألعاب التوازن.
4- الذكاء الاجتماعي
ويسمى بالذكاء التفاعلي، يعرف الذكاء الاجتماعي بأنه القدرة على التواصل مع الآخرين بمختلف توجهاتهم، والتصرف بحكمة في جميع المواقف. وغالبًا ما نجد هذا النوع من الذكاء عند المعلمين أو المشرفين الاجتماعيين.
سمات صاحب الذكاء الاجتماعي
• يمتلك القدرة على تكوين الصداقات والاحتفاظ بها.
• يحب الاجتماع بالآخرين وهذا ما يجعله ميالًا للعمل الجماعي.
• لديه صفات القادة.
• يميل إلى مساعدة الآخرين في حل مشكلاتهم.
• يشعر بالآخرين ويهتم بمشاعرهم.
• يحب أن يعلم كل ما تعلمه.
• يتسم بأنه مستمع ومحاور جيد.
• ينتقي الكلمات الملائمة للمواقف.
• يلجأ إليه الأصدقاء طلبًا للمشورة.
يمكن تنمية هذا النوع من الذكاء من خلال:
• ممارسة العصف الذهني الجماعي في غرفة الصف.
• القيام بالأعمال التطوعية الجماعية.
• القيام بالأنشطة الجماعية.
• تدريب الطفل على حل المشكلات البسيطة.
• إعطاء الطفل فرصة ليكون قائدًا، كأن يقوم بإعطاء فقرة من درس ما لزملائه.
• تشجيع الطفل على إبداء رأيه والنقاش.
5- الذكاء الموسيقي
يعرف الذكاء الموسيقي بأنه القدرة على التمييز بين الأصوات والألحان وتذوقها، ويتسم بهذا النوع من الذكاء المغنون، والموسيقيون والملحنون.
سمات صاحب الذكاء الموسيقي
• يعشق الموسيقى والألحان.
• يقوم بتلحين بعض العبارات ويحولها إلى أغاني.
• أحيانًا يكون صاحب الذكاء الموسيقي ذا صوت جميل.
• يمتلك أذن موسيقية تستطيع التمييز بين أصوات الآلات الموسيقية.
• يتوق لتعلم العزف على إحدى الآلات الموسيقية.
• يركز على جميع الأصوات المحيطة، وقد يصدر بعض الإيقاعات باستخدام أدوات بسيطة بين يديه.
• سريع الحفظ للأغاني يرددها ويستمتع بتكرار إيقاعاتها.
يمكن تطوير هذا النوع من الذكاء من خلال:
• تحويل الدروس إلى أغاني ليسهل حفظها.
• تنمية موهبة الطفل في حال ميله لتعلم الموسيقى.
• سماع الموسيقى العالمية.
6- الذكاء البصري
ويسمى بالذكاء المكاني أو الفراغي، ويعرف بأنه القدرة على تصور الأشكال والصور في الفراغ أما إن وجدت في الواقع فهو الأقدر على التلاعب بها، وغالبًا ما نجد هذا الذكاء عند المصممين أو المهندسين المعمارين.
سمات صاحب الذكاء البصري
• يتميز صاحب الذكاء البصري بالخيال الواسع.
• يعبر عن أفكاره ومشاعره من خلال الرسم.
• لديه قدرة كبيرة على عمل الرسوم التوضيحية.
• يحب من المواد الهندسة والرسم وكثيرًا ما يستخدم الكاميرا ليلتقط صورًا لما حوله.
• يستطيع تحديد مكانه والاتجاه وتذكر الأمكنة بكل سهولة.
يمكن تنمية هذا النوع من الذكاء من خلال:
• الاستعانة بالصور والأشكال البيانية لإيصال فكرة ما.
• تشجيع الأطفال على رسم ما يخطر في مخيلتهم.
• تلخيص الدرس من خلال رسم الخرائط الذهنية.
• إعمال خيال الأطفال في نسج القصص الخيالية.
• يمكن الاستعانة بألعاب تجميع الصور، والألعاب ثلاثية الأبعاد في تنمية هذا النوع من الذكاء عند الأطفال.
• تدريب الطفل على تخيل المشاهد، وإعطاؤه أدوارتمثيلية ليقوم بأدائها.
• أثري مكتبة طفلك بالقصص المصورة.
7- الذكاء الطبيعي
أو ما يسمى بالذكاء البيئي أو الحيوي، ويعرّف بأنه القدرة على فهم الطبيعة والاستمتاع بها، وهذا ما يعكس روحًا شفافة لدى الفرد تستمد إيجابيتها من الطبيعة.
غالبًا ما نجد هذا النوع من الذكاء عند الفلاحين، وعلماء البيئة، وعلماء الحيوان والنبات، ويقل هذا النوع من الذكاء كلما اقتربنا من أجواء المدن المزدحمة.
سمات صاحب الذكاء الطبيعي
• يحب استكشاف العالم الطبيعي.
• يحب العناية بالحيوانات والنباتات.
• تؤثر فيه الظواهر الطبيعية مثل أصوات الرياح، زقزقة العصافير، التمتع بأشعة الشمس.
• تثير فضوله خفايا عالم الحيوان والنبات وتصنيفها ومعرفة خصائصها.
• يهوى الخروج إلى الطبيعة.
• من هواياته مطالعة ما يتعلق بعالم الحيوان والنبات، أو جمع الصور التي لها علاقة بهذين العالمين.
8- الذكاء الذاتي
ويسمى بالذكاء الشخصي أو الداخلي، يعرّف الذكاء الذاتي بأنه أعلى أنواع الذكاء، حيث يستطيع الفرد فهم خفايا نفسه، وأفكاره، والتحكم بها.
سمات صاحب الذكاء الذاتي
• يدرك نقاط القوة والضعف في شخصيته ويعمل على تطويرها.
• قادر على تحديد أهدافه، والتخطيط لمستقبله.
• لديه صفات القادة.
• يتميز صاحب الذكاء الذاتي بالاستقلالية وقوة الإرادة.
• علاقاته جيدة مع الآخرين إلا أنه يميل لقضاء بعض الوقت منفردًا متأملًا.
وسائل تنمية الذكاء الذاتي
• اطلب من الطفل أن يكتب الصفات التي يراها في نفسه كي يتعرف عليها أكثر.
• قراءة السير الذاتية للأشخاص الناجحين وتراجم الأولين من الصحابة والتابعين.
• حاول أن تجلس منفردًا وتفكر في خفايا نفسك وصفات شخصيتك.
• عليك أن تسجل من حين لآخر أحلامك وتقوم بتحليلها.
• استعن بالمرآة في مراقبة تغير تفاصيل وجهك مع كل حالة مزاجية تمر بها.
هذه الأنواع التي ذكرناها ويبقى الباب مفتوحًا للمزيد من الدراسات التي تزودنا بأنواع أخرى للذكاء كالذكاء العاطفي، وأضاف آخرون الذكاء العاطفي و الروحي، ، والحدسي، وغيرها الكثير مما لا يتسع المجال لذكره.
2- هل العبقرية صناعة و تدريب أم وراثية فطرية ؟
اختلف علماء النفس منذ القدم فيما إذا كان النبوغ و الذكاء و العبقرية في الإنسان موهبة أم أنه أمر يمكن اكتسابه !
و قد كان يعتقد سابقا أن الذكاء الحاد و العبقرية وليد جينات وراثية خاصة و أن العوامل البيئية و التربوية و النفسية و الجهود التي بذلها الإنسان لتطوير ذاته هي عوامل محدودة الأثر .
و لكن العلم الحديث و الأبحاث و الدراسات بدأت تظهر لنا عدم صحة هذه النظريات .
و أن أي شخص يمكنه تحقيق الآداء العبقري في أي مجال يحب إذا عمل فيه بما يكفي لتحقيق ذلك .
3- دور المربي و المدارس و الدولة في اكتشاف العبقرية عند الأطفال و تنميتها
بعدما عرفنا أنواع الذكاء .. السؤال الذي ستطرحه على نفسك الآن كمربي و كمعلم نوع الذكاء أو الذكاءات التي يتمتع بها الطفل ؟
وتذكر أنه لا يوجد طفل غبي، بل يوجد طفل ذكاؤه مختلف عن ذكائك، وهذا الاختلاف هو الذي يحقق التكامل في المجتمعات.
فالذكاءات متعددة و متنوعة و مستقلة لدى المتعلم و يمكن شحذها و صقلها و تطويرها و توجيهها عن طريق التحفيز و التشجيع و التعليم و التدريب لتنمية المواهب و تحقيق العبقريات .
و يجب أن نؤمن بعبقرية المتعلم و قدرته على الابتكار و الابداع إذا روعي نوع الذكاء الذي يتميز به و تم التركيز عليه و الاستثمار فيه .
أديسون طُرِد من المدرسة بسبب غبائه إلا أنه بعد حصوله على العناية الخاصة استطاع اختراع الكهرباء.
لقد تعودنا في مدارسنا أن نعطي تقديراً مرتفعاً للطالب المتميز في القدرات اللغوية و الحسابية و لكن أين ذهبت بقية الملكات و القدرات الذكائية ؟ قتلناها .. فهي خارج النطاق خاصة في مجتمعاتنا التي ترى أن الطاعة و الخضوع و الاستسلام قيماً تربوية فيخرج أبنائنا مستسلمين لما نريده نحن لهم بصرف النظر عن قدراتهم و ما يحبون فيقعون في الفخ الداخلي و هو التركيز على نقاط الضعف و يتجاهلون نقاط القوة و الاستثمار فيها .
لقد شاءت حكمة الله أن يخلق الناس متنوعين و أن يخلق في كل نفس قدرات مختلفة و هذا يعطي للحياة ثراءاً و نماءاً و تفاعلاً و تكاملاً .. قال تعالى “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ ”
و لذلك جعل الله أوجه الذكاء متعددة و يسر لكل إنسان بما أودعه من ملكات مميزة . فالابداع مشروط بمعرفة الانسان نفسه ” من عرف نفسه فقد عرف ربه ” و معرفة امكاناته و مواهبه التي حباه الله إياها و تكريس الوقت الكافي لصقل هذه المواهب الفطرية و تحويلها إلى إبداع و عبقرية .
إنها كما وصفها أينشتاين ” كل إنسان عبقري و لكننا إذا حكمنا على السمكة بقدرتها على تسلق الأشجار فإنها ستعيش طوال حياتها و هي تعتقد أنها فاشلة ”
فكلُ ميسر لما خلق له
ودور الدولة أن تعطي دورات في مؤسساتها تثقيفية تعليمية لكل أب و أم تسلط الضوء على كيفية اكتشاف نوع ذكاء طفلي و كيف يتم التركيز عليه و الاستثمار فيه و كيف يتحول هذا الذكاء إلى عبقرية من خلال خطة يضعها متخصصون في مجال ذكاء طفلي . و تبني مراكز متخصصة لاكتشاف العباقرة و كيف تستفيد الدولة من هذه العباقرة في شتى المجالات .
كيف يتحول الذكاء إلى ذكاء عالِ أو عبقرية ؟
أفضل نظرية عن صناعة العبقرية للدكتور أنديرس أريكسون بجامعة فلوريدا
فبناءاَ على الدراسات و الأبحاث التي قام بها الدكتور أريكسون على مدى 10 سنوات فقد أكد أن أي فرد يمكن أن يصبح عبقرياً إن أراد ذلك .
فالعباقرة يمتلكون ذاكرة قوية لتخزين المعلومات ذات الأهمية لهم بطريقة فعالة في الذاكرة طويلة المدى بحيث يمكن للذاكرة قصيرة المدى الاستفادة منها عند الحاجة .
و بعد أبحاث و دراسات تبين أنه إذا قام انسان عادي بحل مسائل رياضية معقدة و قام أمامه إنسان عبقري بحل نفس المسائل فإن الإنسان العادي يستخدم 12 منظقة في الدماغ لحل هذه المسائل و يستغرق وقتاً طويلا و قد يعجز عن الحل .. أما العبقري وجدوا أنه يستخدم 17 منطقة في الدماغ . و بعد البحث عن ال 5 مناطق الإضافية وجدوا أنها تتعلق بمناطق الذاكرة طويلة المدى في المخ . و هذا العبقري تبين أنه كان إنسان عادي منذ 10 سنوات إلا أنه تدرب بمعدل 4 ساعات يومية على حل المسائل الرياضية المعقدة . و من هنا نؤكد أن العبقرية تصنع بالتدريب و المثابرة و الجهد .
و يقول اريكسون أن الانسان العادي يستطيع حفظ 7 أرقام عشوائية و لكنه درب 20 شخص لمدة عام فاستطاعوا حفظ 100 رقم عشوائي .
دراسة أخرى قام بها عالم نفس مجري قام هو وزوجته بتدريب بناته الثلاث على لعبة الشطرنج حتى أصبحن كلهن من أفضل 10 على مستوى العالم في لعبة الشطرنج . مثبتاً أن التدريب وحده يمكن أن ينتج عباقرة في مجال معين .
و لكن هل كل طفل يتلقى نفس التربية يصبح عبقرياً ؟
تبين الدراسات أن كل طفل يحتاج إلى عامل واحد رئيسي و هو الرغبة الجامحة في التفوق .
و هنا يبرز دور المربي في توجيه الطفل و تدريبه و الجهد و المثابرة على ذلك .
و هذا متوافق مع ما قاله العالم الشهير أديسون و هو أحد أعظم عباقرة العصر الحديث في وصفه للعبقرية بأنها واحد في المئة إلهام و تسع و تسعون في المئة عمل جاد مضن و اجتهاد .
الكاتب الصحفى مالكولم جلادويل فى ثالث كتبه تحت عنوان: “الفلتات – قصة النجاح” أو
Outliers – The Story of Success يقول بأن أي شخص يمكن أن يصبح مبدعاً و عبقرياً إذا اختار تخصصاً يحبه و و تدرب 10 الاف ساعة عليه و بذلك فالقاعدة تؤكد أن أي إنسان إذا استطاع أن يحدد أي ذكاءِ يمتلك و عرف الموهبة و الملكة التي يمتلكها و كرس الوقت للتدريب فعلامات العبقرية و النبوغ و الابداع ستظهر عليه لا محالة .
في عام 1999 قام العالم ويليام ديكينز بوضع نظرية أجمع عليها علماء اليوم تقول النظرية ” إن من كان له صفة جينية متوارثة تعطيه أفضلية في مجال معين فإنه سيبدع فقط إذا سمح له فقط بالاستمرار في هذا المجال .
الشروط الأساسية لتحقيق العبقرية
أن يفهم الإنسان ذاته و يعرف امكاناته و أي نوع من الذكاء يتميز به عن غيره
إنها الحكمة التي طالما جعلها الفيلسوف سقراط شعاراً له فكان يقول ” اعرف نفسك و ما نحن إلا نتاج ما نفعله مراراً و تكراراً .
فالإعاقة الحقيقية في العبقرية هي إعاقة فكرية نفسية .. هي الجهل بقدرات الإنسان و ملكاته الطبيعية و التقاعس عن الإستثمار في تلك الملكات و المواهب الفطرية .
4 – كيف أكتشف أن في بيتي عبقري ؟
طفل ذو شخصية متقدمة في الصفات الإنسانية على أقرانه .
يدخل في محاولات تفكيرية تحليلية متشعبة لا حدود لها،
يبحث عن الأجوبة المعقدة الخافية لأسئلة كثيرة جدا .
طفل ينظر للأمور بميزان مختلف، ولا يمكن أن يتم إسكات تساؤلاته، التي ترهق مخيلته، وفكره، بكلمة (اسكت)، أو (لا تتطاول)، أو (انس الموضوع)، وهو يعاني من جهد عقل جبار يسهده، ويرهقه، عقل لا تقنعه الردود السطحية.
أقول فعلا مسكين من لديه عبقري في بيته
5- الألعاب و الوسائل التي تصنع الطفل العبقري ؟
حسب كل نوع ذكاء من التي ذكرناها
6- اختبارات و مقاييس العبقرية
تبقى اختبارات مقياس الذكاء IQ التي وضعها <ألفريد بينيه> عام 1944، هي الأداة الأكثر شيوعًا. فإذا كان ذكاء الإنسان يتأرجح بين 46 و160 على مؤشر القياس النفسي، فإننا نتحدث عن مستويات عالية من الذكاء بدءًا من 130 وفقًا للمعيار العالمي ( هناك دول مثل فرنسا تعتبر الإنسان عبقريًّا إذا ما بلغت درجاته 125). وبناء على نتائج تلك الاختبارات، فإن هناك طفلًا واحدًا فقط لكل 100 ألف يبلغ مستوى ذكائه على الاختبار النفسي 160.
إعداد و تجميع المستشار التربوي : أسامة زايد
جميع حقوق المقالة محفوظة لموقع عقول التربوي