قله كلام طفلك يدل على أنه لديه هذا المرض.
يلتزم بعض الأطفال بالصمت في الحضانة والمدرسة، ونادراً ما يتكلمون في المنزل، إلا أنهم يُظهرون ذكاءً وفهماً عميقاً للأمور عند تكلمهم.
تعريف لهذه الحالة
يعاني بعض الأطفال حالة « الخرس الانتقائي »، وهي حالة توتر عصبي واضطراب نفسي تجعل التواصل مع الناس في الأماكن العامة أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً.
وفي المقابل، يتحدث الأطفال الذين يعانون « الخرس الانتقائي » بشكل طبيعي مع الأشخاص الذين يثقون بهم، مثل الوالدين والإخوة، في حين يلوذون بالصمت في المناسبات الاجتماعية التي يفترض فيها أن يتكلموا ويتواصلوا مع الآخرين؛ مثل: أعياد الميلاد وفي عيادة الطبيب وبالمحلات التجارية وساحة المدرسة، وفي أغلب الأحيان بالحضانة أو في المدرسة.
عموماً، لا يعد هذا الصمت نوعاً من مشاكل النطق، رغم أن واحداً من كل 3 أطفال ممن يعانون حالة « الخرس الانتقائي » يعاني أيضاً مشاكل في النطق.
ويشير كتاب « إحصائيات وتشخيص الاضطرابات الذهنية » إلى أن الخرس الانتقائي يعرّف على أنه « حالة اضطراب وقلق، أو بمعنى أدق نوع من الفوبيا ».
ومع مرور الوقت، يدفع هذا الخوف الطفل لتحاشي أنواع معيّنة من السلوكيات؛ إذ إن الأشخاص الذين يخافون من الأماكن العالية لا يصعدون المباني الشاهقة، أما الأشخاص الذين يخافون من العناكب فيتجنبون النزول للأقبية والمخازن، في حين أن الأشخاص الذين يخافون من الكلام يختارون الصمت.
وفي هذا الصدد، أوردت بعض البحوث أن نحو 75 في المائة من الأطفال الذين يعانون الخرس الانتقائي، يعانون أيضاً القلق المرضي، مثل الخوف من الانفصال عن الأب والأم أو التعرض للعنف.
وبينت إحدى الإحصائيات في الولايات المتحدة، أن 7 أطفال من بين كل 1000 طفل في سن الدراسة يعانون الخرس الانتقائي. وعند مقارنة هذه النسبة بنسب الإصابة بمرض التوحد، يمكن أن نلاحظ تقارباً في معدلات انتشار هاتين المشكلتين، حيث إن نسبة الإصابة بالتوحد تصل إلى نحو 1.1 بالمائة.
وحتى نتمكن من معرفة الحجم الحقيقي لتأثير هذه الظاهرة ، من المهم أن ندرك أن مشكلة الخرس الانتقائي لا تزال مجهولة ويتم الاستهانة بخطورتها.
والجدير بالذكر أن الأطفال الذين يعانون الخرس الانتقائي يُوصفون عادة بأنهم خجولون، ومن ثم لا يتلقون المساعدة العلاجية اللازمة إلا في وقت متأخر، بين سن الخامسة والثامنة، رغم أن أعراض هذه المشكلة تظهر مبكراً، تقريباً في عمر الثلاث سنوات.
وبالإضافة إلى ذلك، 6 فقط من كل 10 أطفال يعانون الخرس الانتقائي يتلقون العلاج الملائم، فيما يخضع الآخرون لأساليب علاج خاطئة، حيث ينتظر منهم أولياؤهم أن يخرجوا فجأة من شرنقتهم ويبدأوا بالكلام، وهذا لا يحدث إلا نادراً ويكون عادة بسبب الإكراه والضغط النفسي الذي يتعرضون له.