كيف تساعِد طِفلك على النجاح في المدرسة..؟
تُثبِت الدراسات و الأبحاث أن تفوُّق الأطفال و نجاحِهم في المدرسة، مُرتبطٌ مُباشرة بتحفيز و الأهل و اهتمامهم في البيت، و نحن نوقِن بأنَّ التعليم الجيّد ضروري لمُستقبل كلُ طِفل ، لكننا أحياناً و من هذا المُنطَلق، نحمل عنهم هذه المسؤوليّة.. فيتحوّل وقت الدراسة لِعبئ كبير لنا و لهم..نضطّر فيه لِمُذاكرة الدروس لأطفالنا و ترك كُل مهامِنا يومياً لِحَثّهم على إنهاء فُروضِهِم.. و مع كُل هذا نجِد أحياناً أن الطِفل لا يكترث و ليس لديه أي حافِزٍ أو دافع.. لماذا؟
لأنّك حملت مسؤوليّة دراسته عنه..
من الضروري جداً لكُل أمٌ و أب ادراك أنّه لا يُمكنُ لهُما تحمُِّل مسؤولية نفس الأمر مع الطِفل في نفس الوقت.
فليكون لدى طِفلك دافع داخلي لِلنجاح في أي أمر، عليك أنت الانتظار و ترك المجال لِطفلك ليُبادر و عندها سيتولّي هو المسؤولية. أما إذا بدأت أنت و عملت جاهداً لاقناع طفلك بالقيام بأمرٍ ما فأنت تحمِل مسؤوليته ، لن يكون لدى طفلك دافعٌ للقيام به، و سينتظِر الحاحك دائماً.
لذا كيف تساعِد طِفلك على النجاح في المدرسة و تترُك له المسؤوليّة؟
١- شارك طِفلك نظرة ايجابيّة عن التعلُّم و المدرسة
تكلَّم مع طِفلِك دائما عن أهمية العِلم و المدرسة، و اربط له بين ما يتعلَّم و أهميتُه في الحياة الواقعيّة. منذ أول سنواته في المدرسة، عرّفه على الوظائف و المِهَن المُختلفة و ما يحتاجُه ليحقِق أياً منها، اسأله دائماً عن أهدافٍ قريبة و بعيدة و ساعِده على وضعها، ، كتسليم واجِبٍ في نهاية الأسبوع أو التخصُص في مجال معيّن عندما يكبُر.
احذر أن توحي لِطِفلك بصورةٍ سلبيّة عن المدرسة من تجارُبِك في صِغرِك مثلاً أو أن تتذمّر أمامه من الفُروض أو المُدرِّسين فقد توحي له بأن المدرسة صعبة أو ليست عادلة و بالتالي ستُقلِل من عزمه و هِمته.
٢- عزِّز العادات الايجابيّة لدى طِفلِك
ليؤدي طِفلُك جيداً في المدرسة، عليك أن تُساعِده فالمُحافظة على عادات صحيّة في البيت . النوم الُمُبكِّر و الكافي، تناول فطور صحيّ و غني قبل الذهاب الى المدرسة، الحركة و التمرين يومياً و الحد من مُشاهدة التلفاز و استخدام الأجهزة الالكترونيّة عوامل أساسيّة للتركيز و الإنجاز.
٣- إقرأ، اقرأ ، إقرأ..
يقضي أطفالنا سنوات المدرسة الأولى في تعلُّم القراءة، ثُمَّ في القراءة للتعلُّم.. لذا فان لقراءتَك مع طِفلِك يومياً أهميّة كبيرة جِداً في غرس حُب العِلم و التعلُّم.. اجعله وقتاً مُخصصاً للاستمتاع معه و اجعله ينتقي القِصص و الكُتُب التي يجِد فيها اهتماماً ..كما يُمكنك مثلاً قراءة صفحة من الجريدة له أو صفحة من كتابٍ أنت تقرأه..
٤- هيِّأ لِطفلك نظاماً و مكاناً مُخصصاً
إن تنظيم جدول طِفلِك اليومي بعد المدرسة و تخصيصِ مكان مُنظّمٍ للدراسة ، يعني أفكاراً مُنظّمة و قُدرة أكبر على الإنجاز، اتفق مع طِفلِك على أنسبٍ وقتٍ للدراسة و الواجِبات و التزم به يومياً..ثُمَّ احرص على أن تُخصِص له مكاناً ( كمكتبٍ خاص أو جُزء من طاولة المطبخ) و تُنظم فيه أوراق المدرسة و الأدوات التي يحتاجها لأداء الفُروض .. مكاناً هادءاً بعيدا عن التلفاز و الألعاب . ان الالتزام بالمكان و الزمان يُساعِد طِفلِك على الالتزام بالفُروض و الدراسة و توّقُعِها يومياً.
٥- دعه يتحمّل المسؤولية و المُبادرة
تذكّر دائماً أنّك اذا أردت طِفلِك أن يٓقوم بِفُروضه و يُنجِزها لِوحده عليك أن تترُكه يُبادر و تترُك لهُ المسؤوليّة..أُترُكه ليؤدي فُروضِهِ و أخبِره قبل أن تُِغادر الغُرفة بأنه يُسعِدُك مُساعدته ان احتاج ذلك.. عندما يطلُب طِفلُك المُساعدة احذر أن تقُم أنت بإرشاده للحلول مباشرةً، بل اشرح له المُشكلة من كتابه مثلاً و أعِد له الكتاب ليبحث هو عن الحل فتُسلِّمه المسؤوليّة مُجدداً. شجِّعه دائماً للعودة للمُدرّس و السؤال عمّا لم يفهمه و كذلِك الحال عند الدراسة للامتحانات..لا تكُن أنت دائماً من يدفعه لإنهاء ما عليه من أعمالٍ مدرسّية لأنه يحتاج أن يصل لهذا القرار لوحده.. ستُلاحِظ في البداية انخفاضاً في مُستوى طِفلِك و تقصيراً ، لكن بعد أن يتولّى هو المسؤوليّة سيرتفِع مُستواه و لن تضطر أنت لِدراسة مواده معه.
٦- تكلّم مع طِفلك عن يومه في المدرسة يومياً
استغل وقت تناول الغداء أو العشاء مثلاً لتسأل طِفلِك عمّا جرى معه في المدرسة، المواضيع الجديدة التي تعلّمها، و الصعوبات التي واجهها..شارِكه أيضاً معرِفتك . فكّر في أسئلةٍ ذات نهايات مفتوحة ( لا يُجاب عليها ب نعم أو لا) .
٧- اجعل التعليم مرِحاً
مهما تعلّم طِفلُك في المدرسة، لا زال للتعلُّم في البيت دور كبير، لذا بدلاً من إعادة الدروس و تحفيظها لِطِفلك ابحث دائماً عن طُرُقٍ مُمتِعة لتُعزِز ما يتعلَمْه طِفلُك في المدرسة كالمثال في هذا المقال.
٨- كُن مثالاً لِطفلك
تأكّد من أن يراك أطفالك تبحثُ دوماً عن المعرِفة، تقرأُ الكُتُب و تُحاول تعلُّم مهارات جديدة، جميعنا نُحُب متابعة برنامِجٍ مُفضلٍ على التلفاز لكن ليس هذ ما نُريد أن يتذَكرْهُ أطفالُنا عنّا.