جمانزيوم الدماغ | Brain Gym
الصالة الرياضية للدماغ..بهجة التعلم و متعة المتعلم
تحرك.. فالحركة في الماء موج، وفي النار لهب، وفي الأرض زلزلة، وفي الرياح إعصار، واستكمالاً للكلمة الحكيمة لأبي حيان التوحيدي في «الإمتاع والمؤانسة» فإنني أضيف: وفي الدماغ أفكار.
نعم إن الدماغ والجسم مرتبطان بعلاقة وثيقة؛ إذ لا نستطيع أن ننمي أحدهما بدون تنمية الآخر، فالحركة عامل رئيس بالنسبة للوجود الفعلي للدماغ، فالكائن الحي الذي يتحرك من مكان إلى آخر، هو فقط الذي يحتاج إلى دماغ، فالحيوانات التي لا تتحرك لا أدمغة لها، كما أن حيوانات مثل «دجاجة البحر» التي تتحرك في فترة مبكرة من حياتها، تقوم فيما بعد بإعادة امتصاص دماغها عندما تثبت نفسها بشكل دائم على جسم كبير؛ لذا فإن الاكتفاء بمجد جلوس الطلاب بهدوء في صفوف الدراسة يعد السيناريو الأسوأ بالنسبة للدماغ.
ثمة حكمة تقول: إذا استثيرت الكيمياء في الجسم، تأهبت الفيزياء للتعبير عنها، وهو ما نلاحظه – بالضبط – إذا تعرض أحد الطلاب للمهانة في غرفة الصف، فإن ذلك يساعد على إفراز الكورتيزول في الجسم، مما يجعل هذا الطالب في حالة تأهب للهرب أو لضرب أحد خصومه من الطلاب، وهو مثال جيد يؤكد عمق العلاقة بين الدماغ والحركة، وأهمية إحكام الصلة بينهما وصولاً بالمتعلم لدرجة الكمال المقدر له، ومن ثم كانت الكلمة المواتية لمن يبحث عن مفتاح للعقول والقلوب في عملية التعلم…تهانينا لقد وجدته، إنه الحركة.
جمانزيوم الدماغ وحب التعلم
إن جاز لنا أن نستلهم الكلمة الرائعة لطاغور شاعر الهند العظيم: نحن لا نفهم لأننا لا نحب، فإن لنا أن نضيف مقلوب الكلمة نفسها.. ونحن لا نحب لأننا لا نفهم. وفي النهاية سنكتشف أننا سنحتفظ فقط بما نحب، وسنحب فقط ما نفهمه، وسنفهم فقط ما يتم تعليمه لنا، أو تعلمنا له…وبحب.
ومع جمانزيوم الدماغ وإشراك الحركة في التعلم، سنجعل الطلاب أكثر ارتياحًا وشغفًا بالتعلم، سنكتشف أيضًا أن كل موضوع للعلم هو موضوع للحب والجمال، كل ما تحتاجه لتنشق آيات الجمال والجلال، هو النظر إلى الموضوع بحس ذوقك، إلى جانب عين عقلك… هو أن تتحرر من عبودية المنهج، وصرامة الأدوات، وجهامة التحليلات، بحيث تترك للذوق حرية العمل، وتترك للحس قوة النفاذ. ومهما كان الموضوع مغرقًا في ماديته، وليكن دراسة طبقات الأرض، فإن ثمة جمالًا نجده في تناسق ألوانه، في أقسامه، في تشكيلاته، في علاقاته بما يجاوره، بل في تاريخه وعلاقته بتاريخ الأرض، أو تاريخ الحياة فيها.
وهكذا يجتمع العلم والفن والجمال والحب في آن.
وفي وصفه لأفضل وأذكى (200) طالب من فريق الكلية الأكاديمية حسب تصنيف جريدة USA Todayيقول تريسي وونج بريجز (1999): إنهم مفكرون خلاقون يحبون ما يفعلون! إذ لا يكتفي الناس الفاعلون بتبني موقف: أنا أستطيع، بل يضيفون إليه موقف: أنا أستمتع. تجدهم يسعون إلى المشكلات ليحلوها لذواتهم وليقدموا تلك الحلول للآخرين. ويبتهجون لتمكنهم من وضع مشكلات ليحلوها بأنفسهم، وتبلغ متعتهم في مواجهة تحدي حل المشكلات ذروتها لدرجة أنهم يسعون وراء المعضلات والأحاجي التي يواجهها الآخرون ويستمتعون بإيجاد الحلول بأنفسهم، ويواصلون التعلم مدى الحياة، إنها الحركة جنبًا إلى جنب مع العاطفة لصناعة المعجزات.
لذا فنحن نريد طلابًا لديهم حب الاستطلاع والتواصل مع العالم من حولهم، نريدهم أن يشعروا بالحماسة والمحبة تجاه التعلم والتقصي والإتقان.
وكما قيل فإن أجمل الحب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء آخر.. ما أجمل أن نصادف الحب ونحصل عليه ونحن نبحث في ميادين العلم وحقول المعرفة، ونحن نستعين بالحركة وتدريب الدماغ والجسم معًا، لنصل في نهاية المطاف إلى تحقيق «بهجة التعلم» ومتعة المتعلم، بحسب التعبير الرائع لسيد عثمان.
لقد حاول أحد علماء النفس الهولنديين مؤخرًا، معرفة الفرق الفاصل بين رتبتي سيد الشطرنج وسيد سيد الشطرنج، فأخضع مجموعات من كلتا الرتبتين لجملة من الاختبارات: مستوى الذكاء IQ، والذاكرة والتفكير الاستنتاجي المكاني. لم يجدوا بينهم فروقًا تذكر، وفي النهاية وجد أن الفرق الوحيد بينهم هو أن سيد سيد الشطرنج يحب الشطرنج أكثر من سيد الشطرنج، إذ يشعر الأول بالعاطفة والالتزام نحو اللعبة. لذا نقول: إن العاطفة قد تكون مفتاح الإبداع.
إن وجود بيئة آمنة توفر حب الطلاب للتعلم هو الذي سيقود كل طالب لأن يفغر فاه ويبدي انبهاره ودهشته لما يتعلم. هو الذي سيقود خياله للتحليق عاليًا للاستكشاف وحب الاستطلاع والتأمل. إن المهم بالنسبة للتعلم ليس هو المحتوى بقدر ما هو المتعة والحماسة والحب والانبهار الذي يحس به الطلاب نحو المحتوى.
إن المعلمين الجيدين هم الذين يشعرون بالحميمية والحب تجاه أفكارهم وتعلمهم وعلاقاتهم بالطلاب.. ما يفعله هؤلاء أكثر من مجرد التعليم لوضع معايير قياسية، أو لاستعمال أساليب متفق عليها، بل إن علاقاتهم الصفية تتسم بالاهتمام والحماسة والحب. لقد ارتبط صقلهم المعرفي للمفاهيم واستراتيجياتهم التعليمية بروابط عاطفية (وودز وجيفري: لحظات يمكن تعلمها،.
إن دروسهم حيوية ومنعشة، يراهم طلابهم مسحورين ومفتونين ومستثارين حيال قضية أو مشكلة، بل يتيحون الفرصة للطلاب ليقاسموهم افتتانهم بالمحتوى.
لذا كان من الأهمية بمكان إتاحة الفرصة للطلاب لاكتشاف ما يأسر ألبابهم ويديم شغفهم بالتعلم بحيث لا يجد الطلاب حلولًا للمشكلات التي تمر بهم مع رنين الجرس، بل ينبغي منحهم الفرصة لأن يحملوا معهم حبهم للاستطلاع وغموضهم وعدم يقينهم إلى اليوم التالي أو الحصة التالية.
وهي سجية من سجايا العقل التي تقطف أكثر مما تتعلم. إن العناية بوجود خط وجداني في عملية التعلم هو ما يعكس – بامتياز – روح التربية وتربية الروح في زمن يموج بماديته المتوحشة التي تلقي بظلالها على جل مفردات منظومة التعليم، وهو ما تنادي السجايا العقلية بمقاومته من خلال دعوتها للتعلم.. تعلم الحب انطلاقًا من الحب ذاته.. حب التعلم.
مفهوم رياضة الدماغ
هي نمط من الحركات السريعة المرحة التي تعطي النشاط والحيوية، والتي تبني الارتباطات في كافة أنحاء دماغنا، في إطار التربية الحسية الحركية، وهي مقاربة تربوية تستعمل الحركات والأنشطة الحركية والفنية لتنمية وتطوير طاقتنا الداخلية؛ لتسهيل عملية التعلم وجعلها شيقة ، كما تطبق أيضًا في العمل والمكاتب والبيت، وفي كل أعمال الحياة اليومية كالقراءة، الكتابة، الحساب، الإبداع، التنظيم، التركيز والانتباه، الذاكرة، اللغات، الموسيقى، الامتحانات…إلخ.
يقول بول دينسون Paul Dennison إن تقنية Brain Gym موجهة للجميع، معلمين، مربين، آباء… الذين يريدون مساعدة الأطفال الذين يعانون الاضطرابات السلوكية وصعوبات التعلم، حيث ترتكز هذه التقنية على وجود علاقة بين الحركة والوظائف الدماغية والجسم خلال عملية التعلم، بحيث تستعمل بعض الحركات لتطوير مهارات التعلم، فهذه التقنية تعتمد على عمل فصي الدماغ الأيمن والأيسر المسؤولين عن كل الاتصالات الداخلية والخارجية.
رياضة الدماغ واحدة من أفضل الهدايا التي تهديها لدماغك لأن رياضة الدماغ تساعد في زيادة التركيز وتعزز قدرتك على الانتباه. كما أثبتت الدراسات العلمية نفع رياضة الدماغ في حالات اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، نعم تعد رياضة الدماغ من أفضل الهدايا التي يمكن أن يقدمها الإنسان لنفسه ولصحة جسده. في الواقع، لأن تمارين الدماغ تزيد فاعلية الانتباه وتحفز الذاكرة وتقوي كفاءة الاستيعاب؛ ولا سيما في حالات قصور الانتباه والشرود. عدا عن ذلك، التمرين الدماغي يعزز الأنشطة البدنية التي تشمل حركات تناسقية -مثل فنون الدفاع عن النفس أو كرة السلة -التواصل بين الخلايا العصبية في المخيخ، وتساعد على زيادة مستوى إفراز الأندورفين في مجرى الدم، المادة الأفيونية التي تقلل الشعور بالألم وتعزز الشعور الصحي – تمامًا كتأثير رياضة المشي، على سبيل المثال، في زيادة مستويات الدوبامين العصبي، الذي ينظم لنا أحاسيس الانتباه والتركيز.
هذا يعني أن التمرين الدماغي عنصر أساسي لتعزيز التركيز الذهني، ولهذا يجب المثابرة عليه كعنصر مساعد في علاج حالات قصور الانتباه.
نعم لقد أثبت برين جيم فعاليته في مواجهة التحديات الأكاديمية مثل القراءة والفهم، والاتصالات المكتوبة والشفهية والرياضيات. وهو نظام مُتَعدّد الاستعمال عملي وبسيطِ ذو حركات مرحة، وتساعد عمليات بناء الممرات العصبية في كافة أنحاء الجسم إلى الدماغ على التعلم الطبيعي، ليتخلص من موانع التعليم والإجهاد وليتمكن الفرد من تطوير إمكاناته الكاملة. كما ساعد على تحسين حياة الناس من خلال الرؤية المحسنة، والثقة بالنّفس واحترام الذات، وأيضًا يستعمل لإيقاف تحديات التوحد والاحتياجات الأخرى الخاصة للأطفال والبالغين.
نشأة رياضة الدماغ (جمانزيوم الدماغ )
بدأت رياضة الدماغ بفكرة مدرس أسسها المختص في التربية الحسية الحركية الأمريكي بول دينسون وزوجته قايل دينسون Paul et Gail Dennison عام 1911 المعتمدة منذ ذلك الحين إلى الآن في علاج الاضطرابات السلوكية والانفعالية التي تؤدي إلى صعوبات في التعلم في أمريكا. نعم لقد بدأت على يد متخصص في مجال القراءة كان يحاول أن يجد طريقة فعالة تساعد على تعليم الأطفال المعوقين والبالغين عام 1960، وعلى الرغم من وجود هذه الرياضة في نحو 40 دولة حول العالم، مع ترجمتها إلى أكثر من 87 لغة، إلا أنها لم تجد حظها من التطبيق في عالمنا العربي.
تقول كارلا هانافورد Carla Hannaford إن مجتمعنا المعاصر يحتاج إلى وسائل بسيطة، سهلة وأنيقة للقيام ببعض العمليات، ونفس الشيء بالنسبة لعملية التعلم التي تتطلب منا الإدراك الحسي، والإدماج، والاستيعاب والفعل.
فتقنية Brain Gym تسهل هذه المتطلبات بتنشيط النظام النفس فيزيولوجي، وتهيئه للتعلم، بفضل حركات بسيطة وسهلة التطبيق، وهذه الحركات مهمة جدًا في عملية التعلم، حيث تقوم بإيقاظ وتنشيط عدد من إمكاناتنا العقلية، والحركة تسمح باكتساب معلومات وخبرات جديدة.
طورت تقنية Brain Gym من خلال ملاحظات Paul Dennison في حجرته للدراسة، في سنوات 1960، في العلاقة بين الحركة والإدراك والانتباه والمعرفة، في هذا الوقت كان بول يعمل في أحياء لوس أنجلس، حيث قام بملاحظاته الأولية بجانب Coustance Amsden مديرة مدرسة للطلبة المكسيكيين –الأمريكيين، وكان هذا المشروع يهدف إلى تسهيل عملية التعلم والقراءة بتطوير الكفاءات الحسية للأفراد .
بعض الأبحاث المتعلقة بتقنية Brain Gym نشرت وبينت أن للحركات أثرًا إيجابيًا في التوازن، السمع، القراءة، الذاكرة، الانتباه، وقت الاستجابة. وأول هذه الأبحاث التي نشرت تحت عنوان أثر التربية الحسية والحركية، على التوازن لوضعيات الطلبة الذين يعانون صعوبات التعلم، على يد «Josie, M.Sifft et Don Morris» وتناولت هذه الأبحاث إحصائيات دالة حول المتعلمين الذين يجدون صعوبات وحسنوا إمكاناتهم في الوقوف بتوازن على رجل واحدة بعد تطبيق بانتظام بعض نشاطات تقنية.
أسس Paul Dennison وزوجته Gai E. Dennison تقنية Brain Gym عام 1970، اللذان يبحثان عن سبل وطرق أكثر فعالية لمساعدة الأطفال وحتى الراشدين الذين يعانون صعوبات في التعلم، وانطلقا من الأبحاث التي قام بها أخصائيون في النمو الذين حاولوا استعمال الحركة لتحسين إمكانات التعلم، ولقد نجحا في تأسيس هذه التقنية التي تطبق الآن في كثير من بلدان العالم، وكان ثمار جهدهما في الأعمال التي نشرت تحت عنوان: التربية الحسية الحركية البيداغوجية.
وللانخراط في ممارسة تدريبات الدماغ ظهر ما يعرف بأندية تدريب الدماغ وتهيئته للتعلم منطلقة من مسلمة مفادها أن الناس المتعلمين تلقائيون ويمكن التغلب على تحديات التعلم من خلال تنفيذ بعض الحركات الممتعة، وهو الاستخدام الذي – بمرور الوقت – سيحسن الاستقرار، والتنقل، والتنسيق الحسي.
كما تستخدم رياضة الدماغ الأطفال لتحسين مهارات التعلم والتواصل والاستماع لديهم، بالإضافة إلى مهارات الفهم والتواصل – الإبداع والثقة بالنفس – الذاكرة – تحسين إدراك الذات – الوضع البدني – السلوك الإيجابي – التنظيم – التركيز والمهارات الأكاديمية -كما تخفف زيادة النشاط وعدم الانتباه والإرهاق.
إن تكرار أنشطة نادي تدريب الدماغ 26 (كل منها يستغرق حوالي دقيقة واحدة للقيام به، ويتناول كل منها مختلف مهارات التعلم)، ويقال لتعزيز المرونة، تنظيم اشتراك العينين, ومهارات اليد والعين، وتنشيط الدماغ للتخزين الأمثل واسترجاع المعلومات، والآثار المترتبة على الأنشطة في مجالات مثل القراءة والكتابة، والذاكرة، والقلق، وتوتر العين والعضلات.
هذا ويعد كتاب: درب دماغك زيادة (60 يومًا لدماغ أفضل) للياباني د. كواشيما، أحد أهم الكتب التي ذاع صيتها ولاقت رواجًا منقطع النظير في هذا الشأن (تدريبات الدماغ)،
ومؤلف الكتاب متخصص فقط في كيفيه نقل وتحويل الدماغ من دماغ ينسى أو خامل إلى دماغ سريع التذكر.
والكتاب ينطوي على مجموعة من المسائل الرياضية (95% مسائل رياضية) مقسمة على تدريبات يومية – 60 يومًا، بواقع ورقة واحدة على الوجهين يتعين على المتدرب القيام بحلها.
ويذكر مؤلف الكتاب «كواشيما» الجهد المبذول في تأليف الكتاب، كما يؤكد المردود المنتظر لقاء الانخراط في تمارين الكتاب بشكل منتظم بقوله: وضعت خلاصة تجاربي في علم الأعصاب، في هذا الكتاب للحصول على أعلى تفاعل تقوم به الخلايا العصبية في دماغك بتمارين سهلة لا تأخذ منك إلا دقائق يوميًا. هذه التمارين سترفع من إرسال الأكسجين والدم وغيرها إلى مقدمة الدماغ.
إن الهدف من التزام التمارين تحقيق المزيد من التواصل والاتصال بين الخلايا العصبية في الدماغ؛ بما يعني دماغًا أكثر ثراء ونموًا ومرونة من ذي قبل.
في معرض حديثه عن محتوى الكتاب وتأكيده للفائدة المرجوة منه يقول «كواشيما»:لعلك أدركت وأنت تقرأ الكتاب أنني وضعت لك مسائل رياضية سهلة ومن خلال أبحاثي وجدت أن أفضل تمرين تقدمه لدماغك مكون من عنصرين:
الأول: تمارين في الرياضيات سهلة.
الثاني: أن تحل هذه التمارين بسرعة.
إن هذه الطريقة سوف تجعل دماغك يعود إلى صحته وتركيزه وإبداعه من جديد.
العمليات الحسابية السهلة تساعد دماغك أفضل؟
بأبحاثي وجدت أن حل المسائل الرياضية السهلة وبسرعة تشغل دماغك وتحرك خلاياه. وجدت أيضًا، والكلام يعود إلى كواشيما، بأبحاثي أن القراءة بصوت مرتفع وحل المسائل الرياضية والكتابة تحفز خلايا الدماغ وتساعد على ترابطها وتحريكها من سباتها.
ويستعرض من خلال الكتاب مجموعة من الصور المقطعية للنصفين الكرويين للدماغ (الأيمن والأيسر)، وتشاهد لونًا أحمر وأصفر. اللون الأحمر يعني تدفق الدم في الجبهة الأمامية واللون الأصفر يعني النشاط الأقوى في الدماغ. وتشاهد 8 صور كارتونية وتحتها المقاطع تحت كل صورة المقطع الأيمن على اليمين والأيسر على اليسار، ويعلق كواشيما قائلاً: أنت تشاهد أن الإنسان إن كان في حالة سكون أو تأمل، أو أيضًا في حل المسائل الرياضية المعقدة مثل السدوكو، لا تشاهد اللون الأحمر أو الأصفر إلا قليلاً جدًا، بينما أثناء حل المسائل الرياضية السهلة تجد اللونين بغزارة. وأيضًا يقارن ما بين حل المسائل على راحتك هي أقل من حلها بسرعة! كما يعرض لمقارنة بين حالتين لشخص واحد، مرة وهو يقرأ داخل نفسه، ونلاحظ أن التفاعل أقل، بينما يكثر إذا قرأت بصوت مرتفع.
كما نعلم أن الجسم لديه معادله ثابتة إذا أردنا أن نعيده إلى حيويته. تتكون هذه المعادلة من 3 خطوات:
– تدرب بانتظام:
التفكير المستمر هو الوسيلة المثلى لتدريب أدمغتنا، كما أن نقص الأفكار المحفزة للدماغ يمكن أن يتسبب في ضموره.
ينبغي تدريب الدماغ بشكل دوري ومستمر، لأن القيام بالمهام اليومية أو الروتينية يعطل من قدرة الدماغ ويضعفه ويسبب الإصابة بالأمراض كالزهايمر وغيرها من المشاكل العقلية المعقدة. لذلك يجب تدريب الدماغ بشكل مستمر وتعلم مهارات جديدة وتطوير القدرات الذهنية بشكل مستمر، لذلك أفضل طريقة لتدريب الدماغ هي التعلم المستمر وعدم الاكتفاء فقط بالروتين اليومي، بل إدخال كل جديد للحياة. ومن لا يقوم بذلك يؤدي إلى تضاؤل القدرات الدماغية وانكماش الدماغ أيضًا.
قسم عملك الجديد أو ما تريد القيام به، إلى مهام صغيرة، افعلها كل يوم حتى تعطي إشارة للدماغ بفرصة توليد خلايا عصبية متجددة كل مرة تقوم بها في عمل مهمة من المهام الجديدة.
نعم، جدد نشاطاتك بشكل مستمر، فالتجديد يحفز الدماغ على إنشاء وصلات جديدة وذلك بتوليد الخلايا العصبية الجديدة وبالتالي سيسهم في عملية التفكير بشكل أفضل، فحاول أن تقوم بأعمال جديدة يوميًا. وإذا كنت تتقبل كل ما هو جديد ومتغير، فستساعد عقلك على التعلم بشكل أسرع.
قسم عملك الجديد أو ما تريد القيام به، إلى مهام صغيرة، افعلها كل يوم حتى تعطي إشارة للدماغ بفرصة توليد خلايا عصبية متجددة كل مرة تقوم بها في عمل مهمة من المهام الجديدة. تعلم كل ما هو جديد باستمرار، لا تعتمد على ما تعرفه في السابق، فالتعلم المستمر ينشط الدماغ، فمثلاً إذا كنت تعرف لغة واحدة، فحاول أن تتعلم لغة جديدة لتكسب مهارات أكثر تساعدك على التفكير بشكل أفضل، فكثرة التعلم من أهم الأمور التي تساعد على تجنب خطر الإصابة بمرض الزهايمر الذي هو مرض العصر في أيامنا هذه.
ومن التدريبات الجيدة للدماغ ممارسة التحدث بشكل مستمر، نعم يجب التحدث، ولكن بعقلانية، إذ لا تفيد الثرثرة الدماغ، بل يفيده المناقشات الفكرية العقلية لأنها تحفز قدراته الخارقة، لذلك يجب أن تجرى مثل هذه النقاشات من وقت لآخر لتحفيز قدرات الدماغ العقلية.
– تناول الأغذية الصحية:
من نتائج أبحاث الدماغ توصل العلماء إلى معلومات مهمة جدًا حول متطلبات الدماغ من الطعام: الدماغ يحتاج إلى غذاء متوازن: بروتينات- دهون-سكريات- معادن فيتامينات، وهناك أطعمة على وجه الخصوص مهمة للدماغ مثل الخضار والسمك والفواكه والمكسرات، ويحتاج الدماغ إلى ماء، فنقص الماء والجفاف سبب رئيس لإعاقات التعلم، حيث إن الماء مكون أساسي للدماغ.
بالنسبة للأكسجين فيؤخذ بالاعتبار أمران:
أولهما: يجب المحافظة على العيش في جو نقي وهواء متجدد.
ثانيهما: يجب المواظبة على استمرار الحركة والرياضة غير العنيفة مما يزيد من تدفق الأكسجين إلى الدماغ وبالتالي نشاطه، أما وقود الدماغ الدائم فهو السكر الأحادي، إلا أنه ثبت بالفحص المخبري أن تناول كميات كبيرة وبشكل متواصل من الصناعات السكرية يؤدي إلى موت الخلايا في الدماغ ويسبب عطبًا كبيرًا في بعض المناطق المسؤولة عن عمليات تفكير ذات مستوى عالٍ.
والسبب أنه عند تناول طعام فيه سكر بنسب عالية، فإن هذا يؤدي إلى إحلال السكر بدل الفيتامينات والمعادن الضرورية لعمل الدماغ.
وكذلك فإن السكر يزيد من هرمون الكورتيزول في دماغ الأطفال مما يسبب تفاعلات تؤدي إلى تسمم الخلايا في الدماغ وموتها.
ولا بأس لطلاب المرحلة الثانوية وما بعدها من أخذ كوب أو كوبين من العصير المحلّى بالسكر قبل الاختبار مثلًا، أو أثناء الدراسة التي تحتاج إلى تركيز عال، أو حتى عمل مجهود ما. وقد وجد البروفيسور بول جولد من جامعة فيرجينيا، أن هذه العصائر المحلاة لها أثر إيجابي على الطلاب البالغين وتحسّن من أدائهم المعرفي دون أن ننسى أنها غير جيدة بعد وجبة فيها نشويات بشكل كبير.
أما الماء الذي يكّون حوالي 78% من كتلة الدماغ،
فإنه ينصح عادة بشرب 2-4 لتر من الماء النقي في اليوم الواحد للحصول على كفاءة عالية لعمل الدماغ.
علمًا بأن الشاي والقهوة والمشروبات الغازية ليست بديلًا صحيًا للماء، لأنها تحتوي على كثير من المواد الذائبة والكافيين، وهذا يساعد على إدرار البول أكثر. ولذلك عوضًا عن تناولك القهوة والشاي تناول قهوة الحبوب أو الجنزبيل أو ملح السمسم الذي يساعد على زيادة تدفق الدم للدماغ ويُحسن التركيز والذاكرة.
يستخدم الدماغ البروتينات لتصنيع ألياف الدماغ والأنزيمات والناقلات العصبية وكيماويات الدماغ الأخرى التي لها أثر مهم في النشاط وسرعة التفكير.
بالنسبة للأطفال يجب أن يتناولوا على الأقل وجبتين يوميًا غنيتين بالبروتين من البيض واللحم الخالي من الدهون والسمك والدجاج، هذا بالإضافة إلى أربع وجبات من الحليب.
والبيض البلدي أفضل من بيض المزارع وذلك لاحتوائه على زيت أوميجا 3، لأن الدجاج البلدي يأكل النباتات الخضراء
الدهون(الشحوم، الزبدة، السمن، الزيوت)،
وبعض الدهون مهمة لتزويد الدماغ بالأحماض الدهنية اللازمة، حيث تستخدم في تصنيع الهرمونات، وكذلك لتغليف الخلايا العصبية بالمواد الدهنية لتزيد من سرعة توصيل الإشارات الكهربائية وبالتالي المعلومات داخل الدماغ.
وتؤكد الأبحاث الحديثة أن هناك علاقة بين تناول الوجبات الغنية بالزيوت المشبعة وبين التعلم والذاكرة – تناول زيوت أوميجا 3( توجد زيوت أوميجا 3 في شجر الجوز- بذر الكتان – الأسماك، وغيرها). وهي تختلف عن الزيوت المهدرجة أو المشبعة التي تقوم بدور مناوئ لعمل الدماغ، حيث تسهم بشكل واضح في تخفيض تدفق الأكسجين إلى الدماغ (التدريب الرياضي ليس للجميع، غذاء الدماغ ).
– نم نومًا كافيًا:
النوم بعد التعلم ينمي ضعف عدد التشابكات العصبية التي ينميها تعلم المادة دون أن يعقبه نوم.. إذ تؤكد أبحاث (سترايكر) أن دورات النوم التي لا يصاحبها حركات العين السريعة هي التي تساعد في الوصل ما بين المعلومات التي تم تعلمها في اليوم السابق. في الحقيقة إنك إذا ما درست مادة ما ثم نمت فإنك ستنمي ضعف عدد الوصلات العصبية مقارنة بالشخص الذي درس المادة ولم ينم بعدها.
فالفرصة المناسبة هي أن ينام التلميذ حتى يوصل ما تعلمه في الأيام السابقة، وإذا لم ينم فإن ذلك لن يحدث أبدًا.
فالنوم ليس فقط هو الوقت المناسب للخلايا وأنسجة الجسم كي يتم إصلاحها وتنشيطها وصيانتها، إنما هو أيضًا الوقت الذي تتم فيه صيانة أدمغتنا. النوم هو الوقت الذي تتفرع فيه الخلايا العصبية فيأدمغتنا، وفيه يتم توصيل تعلم اليوم المدرسي.
وعليه، كم عدد ساعات النوم الكافي؟ ما يجب عليك حقًا أن تعمله هو أن تذهب إلى سريرك في الليل وتنام حتى يقول جسمك «نعم لقد حصلنا على ما يكفي من النوم. استيقظ» على أية حال يحتاج البالغ في المتوسط إلى سبع ساعات من النوم في الليلة الواحدة.
لنا أن نلاحظ أن الأطفال الصغار يحتاجون إلى كمية أطول من النوم، ليس فقط لأنهم ينامون، ولكن لأن أدمغتهم تتطلب وقتًا أطول لصيانتها.
إن الاعتقاد السائد–من خلال نتائج أبحاث الدماغ – يؤكد أن معظم الأنشطة العصبية تتم أثناء النوم؛ لأن معظم هرمونات النمو تنشط عبر الجسم أثناء النوم. بتعبير آخر، فإن التفريع الحقيقي للخلايا العصبية يحدث بشكل رئيس في أثناء النوم لأن معظم هرمونات النمو عبر الجسم تنشط بشكل خاص أثناء النوم.
إن أعمال «ماركوس فرانك»، و«ميشيل ك ستريكر «في جامعة سان فرنسيسكو عام (2001) قد فاجأت علماء النفس العصبي والتربية، إذ أظهرت أبحاثهم المدهشة كميات تفرع كبيرة وتعلم لاحق تحدث أثناء دورة النوم، أما الشيء الأكثر إدهاشًا الذي كشفت عنه هذه الأبحاث، فقد كان أن الجزء الأكبر من النشاط يحدث أثناء دورة النوم التي لا تحدث بها حركة عين سريعة، فهي التي فيها معظم الوصلات وهي التي تساعد على الوصل بين المعلومات التي تم تعلمها في اليوم السابق.
من المعروف – إذًا – أن النوم يساعد في راحة وشحن الجسم بالكامل وله أهمية كبرى بالنسبة للدماغ، فهو يساعد على تخليص الدماغ من كافة السموم التي تعلق به وتعيد شحنه ليقوم بعمله على أكمل وجه، وقلة النوم تتسبب بمخاطر جمة من أهمها أنها تسرع من موت الخلايا العصبية الدماغية.
وممارسة التمارين العقلية – إذًا – لها دور إيجابي وفعال على أداء وعمل الدماغ.
لذلك فإن ثمة طرائق عدة لزيادة طاقة دماغك، من أهمها ما يأتي (دينا محمد: 22 طريقة لتحسين أداء المخ):
– نمِّ خلايا دماغك: وذلك من خلال تعريض الدماغ لأنماط مختلفة من التحديات الآمنة، والمواقف المشكلة… لاحظ أن مجرد الانخراط في معاناة العمليات يعمل على نمو خلايا الدماغ حتى وإن لم يصل الإنسان للحل الصحيح.
ولنلاحظ – أيضًا – أن التحدي الآمن المصحوب بعنصر التشويق غاية في الأهمية، المهم أن تكون تحديات حقيقية، التحدي المبالغ فيه يقود إلى الفشل كما أن غياب التحدي يؤدي إلى الملل.
من الأهمية بمكان أن نؤكد هنا أن العبرة ليست فقط في كثافة خلايا الدماغ وشجيراته؛ إذ إن دماغ الفأر أكثر كثافة من الإنسان، كما أن العبرة أيضًا ليست بحجم الدماغ، فإن حجم دماغ الدولفين أكبر من حجم دماغ الإنسان، وإنما العبرة فيما يمكن أن توفره البيئة الثرية المواتية من ترابطات عصبية بين خلايا الدماغ.
– دَرِّب دماغك: تستطيع أن تنمي مناطق كثيرة ومتعددة في دماغك بوضع هذه المناطق على أهبة الاستعداد للعمل، فقد ذكر د/كاتز من جامعة دوك – أستاذ علم التشريح والوظائف والأمراض للنظام العصبي – في كتابة «حافظ على مخك نشيطًا» أن إيجاد طرق بسيطة لاستغلال الأجزاء المغلقة وغير المستخدمة في دماغك قد يساعد على المحافظة على كل من الخلايا العصبية وتفرعاتها بالدماغ.
قال د. كاتز: إيجاد الطرق الجديدة والغريبة في التفكير ورؤية العالم ممكن أن تُحسن من وظائف الأجزاء غير النشطة وغير المستخدمة في الدماغ.
مثل: اكتشاف طرق جديدة في العمل، والسفر إلى أماكن جديدة، ومزاولة نشاط فني جديد.
والخلاصة من ذلك أن تفعل أي شيء جديد لإجبار نفسك على الخروج من الحالة الروتينية.
– اسأل لماذا؟: لا شك أن طرح أسئلة من نوع: لماذا، تنطوي على فضول إنساني مشروع، وهو من أفضل الطرق لتدريب الدماغ، وتنمية خلاياه.
اجعلها عادة جديدة (السؤال لماذا؟) على الأقل عشرة مرات في اليوم، دماغك سيكون أكثر سعادة وسوف تُذهلك كم الفرص والحلول التي ستظهر لك في حياتك وعملك، لذلك لا تتردد دومًا أن تسأل أسئلة من نوع: لماذا حدثت هذه الأشياء.
– اضحك ملء فمك: يؤكد العلماء أن الضحك جيد لصحتنا، فهو يحررنا من الداخل ويدعم الطاقة الكيميائية داخل الجهاز العصبي، إن الضحك إحساس جيد يساعد في تخفيض الضغوط ويكسر الأنماط القديمة أيضًا، ولذلك الضحك مثله مثل الشاحن السريع لبطارية دماغنا.
– استدع الذكريات: أخرج ألبومات الصور القديمة واسترجع ذكرياتك، اجعل دماغك يفكر فيها، وعقلك سوف يَرُد عليك بعواطف إيجابية وعلاقات جديدة من هذه الذكريات، وسيساعدك هذا مع مهماتك وتحدياتك الحالية.
– مارس حَل الألغاز: مثل الكلمات المتقاطعة أو ترتيب الصور المعروفة بالبازل، وهي قطع يتعين على المرء أن يرتبها بحيث تشكل صورة ما. حل الألغاز في وقت فراغك طريقة عظيمة لتنشيط دماغك ولتجعله يعمل بحالة جيدة، وقم – كذلك – بحل الألغاز للمتعة ولكن في الوقت نفسه اعرف أنك تُدَرِب دماغك.
– تأثير الموسيقى: في العقد الماضي قامت د/ فرنسيس عالمة السلوكيات وزملائها بتأكيد أن الاستماع إلى الموسيقى قد حَسَّن أداء الرياضيين وحَفَّز التفكير لديهم، وترى أن الاستماع إلى هذه الأصوات الأكثر تناغمًا تؤدي إلى رفع القدرات الذهنية، وتحفز التفكير والموسيقى تُعزز من طاقة الدماغ لأنها تجعل المستمع يشعر بالاسترخاء.
وإحدى الدراسات اكتشفت أن الاستماع إلى قصة أيضًا يُعطي نفس النتيجة في تحفيز الدماغ.
– حَسِّن مهاراتك في الأشياء التي تقوم بعملها، وادفع دماغك إلى آفاق جديدة: اعمل على توسيع وتحسين مهاراتك أثناء قيامك بالأعمال اليومية مثل القراءة في مجالات جديدة، وتعلم تقنية جديدة في الرسم، وتطبيق برامج جديدة على الكمبيوتر- الخياطة…إلخ.
– فَكّر في شيء ونم عليه: وُجِد أن مشاهدة بعض المعلومات قبل النوم مباشرة يزيد من قوة الذاكرة من 20 إلى 30%، تستطيع أن تترك هذه المعلومات بالقرب من سريرك لسهولة الاطلاع عليها، لذلك عندما تجعلك أفكارك مستيقظًا يجب عليك أن تسجلها على ورقة اجعلها تخرج من دماغك لتسمح لك بالنوم، (ولذلك احرص على وجود قلم وورقة بجوارك دائمًا).
– مدار الوعي: يتعاظم وعيك ويتناقص طوال اليوم، يبدو أن معظمه يمر في مدار 90 دقيقة مع 30 دقيقة من الوعي المتدني، راقب نفسك لتتعرف على هذه الحلقة، إذا قدرت على أن تتعرف وتدرب حالتك العقلية، فستستطيع القيام بالمهمات والواجبات التي تتطلب تركيزًا من الدماغ عندما يكون في أقصى درجات وعيه وتركيزه.
– تعلَّم شيئًا جديدًا: تستطيع أن تستفيد من الجهد الرائع للمخ عندما تجعله يتعلم أشياء جديدة، من الممكن أن يكون لديك موضوع معين خاص بالعمل أو بوقت الفراغ وتريد أن تعلم عنه أكثر.
هذا عظيم.. اذهب و تعلمه، إذا لم يكن لديك موضوع في ذهنك الآن, حاول أن تتعلم كلمات جديدة كل يوم، يوجد رابط قوي بين العمل على مفردات اللغة والذكاء.
عندما يكون لدينا كلمات جديدة في معجمنا، فإن دماغنا سيكون لديه طرق جديدة لفهم معظم الفروق الدقيقة بين الأفكار، هيئ دماغك لغرض التعلم وسيكون هذا واحدًا من أحسن الطرق لإعادة الطاقة للدماغ.
– اكتب لتكون مقروءًا: يوجد قيمة عظيمة تحديدًا للكتابة لنفسك، الفائدة العظيمة من الكتابة هي كيفية توسيع استيعاب دماغك. ابحث عن طرق لتكتب بواسطتها كتابة أشياء لأصدقائك لقراءتها, كأن تستعيد بعض قصص الطفولة وتبدأ في إعادة صياغتها أو اكتب أي شيء، فقط اكتب لتكون مقروءًا.
13- عند دخولك للاجتماع أو حضورك للحصص والمحاضرات، حاول أن تعتمد على ذاكرتك ولا تدون المناقشات والشرح كتابة، تدرب على تذكر الأحداث وقم بمناقشتها مع الآخرين، حتى تسهم في الاحتفاظ بذاكرة قوية. هذه التمارين ستقوم بتنشيط الدماغ على الاستقبال والتفكير والتذكر، وكرر ما تريده أن يبقى في ذاكرتك، فكلما زدت في التكرار أصبح تذكرك أكبر.
– قوِّ علاقات الاجتماعية مع من تحب، فالعامل النفسي مهم في تدريب الدماغ على التذكر بشكل أكبر، قوِّ علاقتك بالآخرين وتحدث وأنشئ روابط صلة قوية فيما بينك ومن تحب، حتى تصفي ذهنك وتكون في حالة مزاجية تسمح لك بتقبل التغيير.
– تنفس بشكل سليم: من الملاحظ أن التلاميذ الذين تعلموا أن يتنفسوا بطريقة جيدة للإنشاد أو غيره، يبدون مهارات عالية في القراءة، كما أن التنفس عن طريق البطن يعمل على تنشيط النفس بطريقة طبيعية وتلقائية، لذلك يصبح ميزة جيدة، إذ إنه عندما يكون هناك أكسجين أكثر فإن هذا يعني أن هناك طاقة كثيرة، وهذا ما يسهم في عملية التفكير والكلام والحركة.
من المعروف أن ضبط واحتجاز التنفس ظاهرة متداولة أثناء القيام بجهد بدني أو جهد عقلي، والتنفس البطني يعلمنا كيف نتنفس كليًا، وأثناء هذه العملية، يجب أن يمس التنفس كل القفص الصدري من الأمام إلى الخلف، ومن الجانب إلى الآخر ومن الأعلى إلى الأسفل، وهذا ما يؤدي لاسترخاء تام للعضلات، عندما نتنفس بطريقة سليمة نستنشق كمية كبيرة من الأكسجين، وهذا ما يستوجبه النشاط العقلي الجيد.
للبدء يجب وضع اليدين على البطن، والذقن للداخل والأضلع تسترخي، ويستخرج الهواء والرئتين بزفير هادئ، ثم نستنشق الهواء بشكل كبير وطويل، ونملأ الرئتين، وتعلو اليد أثناء الشهيق، وتهبط أثناء الزفير، وينحني الظهر قليلاً إلى الوراء كي يدخل الهواء بعمق في الرئتين.. نعيد العملية ثلاث مرات.
ولعل المردود المباشر لآلية التنفس هذه يتمثل في وجود جسم وعقل أكثر استرخاء لتركيز واستذكار أفضل، بالإضافة إلى زيادة التركيز والانتباه، وتحسين عملية الإلقاء وطريقة النطق، وتحسين القراءة، وتحسين الصوت، وزيادة الطاقة، وتنشيط عضلات التنفس.