القرآن الكريم أكبر معلم للذكاءات المتعددة
لا شك إذا تدبرنا آيات القرآن الكريم فإننا نجد معظم الايات تحثنا على التفكير و الفهم و الادراك .
فالفهم منحة ربانية يقذفها الله في قلب الإنسان المداوم على تلاوة القرآن المتدبر لمعانيه ، وهو الأقرب -بطبيعة
الحال إلى الفهم والحفظ لأن القرآن يحث على التفكر والتدبر والتأمل وبالتالي ينمي فيه احتداد القريحة وتوهج الفكر واشتعال الذكاء وسلوك طريق المعرفة بمعناها الواسع وحسبنا في ذلك أن كلمة “اقرأ” أول ما نزل من القرآن جاءت بها المعنى الواسع للعلم والمعرفة ، والفهم (هو المعيار للحكم على كثير من القضايا .
و القرآن نزل باللغة العربية و اللغة هي أهم ما يميز ذكاء الإنسان خاصة اللغة العربية وما تمتلكه من خصوبة وثراء وإنتاج للأصوات باستخدام المهارات السمعية لاختراق مستويات الإدراك والتأثير في المشاعر .
وهنا يكمن سر الاختيار للغة من حيث التأثير ما يسمى بالذكاء الصوتي الإيقاع الموزون والتناسق والانسجام بين الآيات أو الذكاء البصري أو التصويري من خلال المشاهد والصور الذهنية التي تنمي الخيال وهذا كله يؤدي إلى تطوير الذكاء الشخصي. والقرآن عندما يحث على استخدام العقل والفكر يرمي إلى تنمية مهارة الفهم والإدراك والإنسان لا يستطيع أن يطلق العقل من عقاله إلا بترويضه وتنميته وإعطائه القدرة على الاستيعاب من خلال النظر والتدبر والتأمل في معاني القرآن وآياته التي يستشعر فيها المؤمن عظمة الله وقدرته على الخلق والإبداع فينتفع وينفع غيره بكل ما في الكون من أشياء سخرها الله له ودعاه إلى البحث والنظر والتفكر والتأمل فيها من خلال كتابه المسطور والمنظور في الكون والأنفس والآفاق. ( وينعى القرآن الكريم على الكفار أنهم إذا دعوا للإيمان احتجوا بأنهم لا يستطيعون ذلك لأن آباءهم لم يفعلوه فهم يستهدون بهم ويسيرون على منوالهم فيتساءل في إنكار وتعجب ؟
ومن مهارة الفهم معرفة اللغة التي نزل بها القرآن الكريم ذلك أن اللغة العربية باب واسع ومعرفتها وفهمها يعين المتعلم على فهم كتاب الله …. ومن أهم مجالات تنمية مهارة الفهم : ( فهم معنى الآيات المحكمة
والآيات المتشابهة ) و ( فهم مواقع الآيات المتشابهة ) ومنها كذلك (فهم مخارج الحروف ومحلها وعدد كل
مخرج من المخارج وحروف كل مخرج) و بذلك نجصل على تنمية مهارة الفهم من خلال القرآن الكريم .
إن الإنسان في نظر القرآن مخلوق يحمل أهم وأخطر وظيفة من بين سائر مخلوقات الكون منحها الله إياه ألا وهي وظيفة العقل وما يتفرع منها أو يلازمها من صفات العلم والفهم والإدراك وهي من أكبر نعم الله على الإنسان فيجب عليه أن يعطيها حقها الذي منحها الله إياه من حيث تنميتها بالفهم والإدراك لا أن يعطلها أو يجمدها فتخبو وبالتالي تتعطل وظيفتها الأساسية التي من أجلها خلقت أو وجدت قال تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ( الإسراء 35 )
بقلم المستشار التربوي : أسامة زايد