ولأن أول مايتعلمه الطفل يكون من خلال الملاحظة والتقليد، فالطفل في هذه المرحلة يلاحظ النموذج ليتخذه قدوة ويقلده سواء كان هذا النموذج من أفراد الأسرة أو من الشخصيات التلفزيونية التي يشاهدها، وقد أكد باندورا صاحب نظرية التعلم الإجتماعي على أن الكثير من السلوك الإنساني يتم اكتسابه عن طريق مراقبة مايفعله الناس من سلوكيات، ثم استيعابه وتقليده ليصبح هذا السلوك من عادات الفرد.
ولأن الملاحظة من أهم الأساليب في تعليم الأطفال فعلى الوالدين الحرص أن يلاحظ أطفالهم نماذج ذات سلوك إيجابي ومحبب، على سبيل المثال لتعليم الطفل عادة غسل اليدين قبل تناول الطعام فقد يكفي أن يلاحظ والديه وهم يغسلون أيديهم قبل الوجبات، فسيتعلم هذه العادة دون الحاجة للفت النظر المباشر لها ولأهميتها الصحية (مع ضرورة التركيز الدائم على أهمية النظافة وفوائدها) .
أيضاً، ليتعلم الطفل الصدق والصراحة يجب ألا يتم إدخاله في دهاليز الكذب (الأبيض أو الأسود)، فمن الحالات الشائعة أن يطلب أحد الوالدين من الطفل أن يقول أنهم خارج المنزل لأحد المتصلين على سبيل المثال.
هنا، من الصعب إقناع الطفل لاحقاً بضرورة قول الصدق دائماً.
يخزن الأطفال الصور والأحداث حتى وهم في أعمار صغيرة جداً، فليحرص الأهل على أن يجعلوا أطفالهم منهمكين بحفظ وتقليد جوانبهم الإيجابية، التي يريدون للأطفال أن يتمسكوا بها أثناء تتابع سنواتهم.