عند النوم نفقد الإحساس و نعتقد أن الدماغ فقد القدرة على الإدراك و توقف عن تأدية مهامه !!
و على العكس تماماً أظهرت الدراسات أن دماغ النائم يستطيع إدراك المنبهات الخارجية و تحليل هذه المنبهات تحليلاً دقيقاً و لكن كيف يتم ذلك ؟
هل الدماغ يعمل أثناء فترة النوم ؟
مثبت علمياً أن المخ ينخفض فيه نشاط القشرة الدماغية بنسبة 40% أثناء المرحلة الأولى من النوم ثم تعود المعدلات الطبيعية للمخ في المرحلة الأخيرة من النوم ليظل المخ بكامل نشاطه ووعيه و إدراكه .
و يتم نقل كافة المعلومات الموجودة في الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى فنتمكن من تذكر معظم الأحداث و المعلومات الماضية التي حدثت في أوقات سابقة .
دماغ النائم يستمر في البحث عن إشارات دالة بالنسبة له، ويخلق توازنا بين ما يضمن له الراحة الكافية لتخزين المعلومات وتقوية الذاكرة من جهة، والقدرة على العودة لليقظة بسرعة إذا لزم الأمر من جهة أخرى.
و لا يقتصر الإدراك أثنام النوم على الذاكرة فقط بل على المشاعر أيضاً فيتم التخلص من كافة المشاعر المؤذية و السلبية التي تؤرق الإنسان و التي تحول الإنسان بعد استيقاظه لرؤية الأمور أكثر وضوحاً و إيجابية .
إن دماغ الشخص النائم لا يتقبل المعلومات الخاطئة مثل أن 2+2 تساوي 9، لكنه يستجيب فورا عند ذكر اسم النائم من بين أسماء أخرى، متسائلة إلى أي حد يكون تحليل الدماغ في هذه الحالة دقيقا؟
ويرى الباحثون أن دماغ النائم قادر على تمييز خطاب لا يرتبط معناه بمشاعر الشخص النائم، حسب ما نقلت الصحيفة.
ورغم هذه القدرات التي كشفها الباحثون، فإن الدراسة خلصت من ضمن أمور أخرى إلى أن العمليات المعقدة كتسجيل معلومات جديدة لا يقوم بها الدماغ إلا في حال اليقظة.
مراحل النوم
يمر الإنسان بخمس مراحل في نومه كل مرحلة تستغرق 90 دقيقة و يعم الهدوء و الراحة و قلة حركة العين من المرحلة الأولى إلى الرابعة أما المرحلة الخامسة هي الأكثر نشاطاً فتتسارع حركة العين و يزيد معدل موجات الدماغ و يكون لكل عضو بالجسم وظيفة و مهمة محددة .
في المرحلة الخامسة و الأخيرة من مراحل النوم ينشط الدماغ و يكون في قمة الإدراك على عكس خمول الجسم التام و يقوم الجسم بحرق كميات كبيرة من الأكسجين و الغذاء للحصول على الطاقة و يزيد إفراز هرمون الأدرينالين و اصلاح عملية النمو و إعادة بناء التالف من الخلايا العضلية من خلال إفراز البروتين ثم افراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن ضبط ايقاع الجسم .
و للنوم أهمية كبيرة في الشفاء من بعض الأمراض لنشاط الجهاز المناعي أثناء النوم في إفراز أنواع كثيرة من البروتينات المضادة للأمراض و مضادات الأورام السرطانية في الأوردة .
و الخلاصة أن هناك رقابة مستمرة يقوم بها الدماغ للبيئة من حوله مع شكل من المعالجة التلقائية للمعلومات و إعادة بناء و صحة الجسم و التخلص من المشاعر السلبية و مهاجمة الأمراض التي تهدد الجسم فيكون الدماغ في قمة الإدراك أثناء النوم رغم فقدان الإحساس و لاندري ماذا يحدث من الاف العمليات الحيوية داخل جسمنا ، فسبحان الله على تلك الهندسة الربانية و ذلك النظام الدقيق داخل أجسادنا .. أفلا نتفكر و نساعد الطبيعة الربانية على آداء مهامها بإنتظامنا في مواعيد النوم لأن هذا من شأنه تصحيح كامل و صيانة مجانية لكامل الجسم.
الدماغ هو الجهاز المسؤول عن تنظيم حياتنا فلنحافظ عليه بأخذ القسط اليومي الكافي من النوم في الوقت الصحيح و الطبيعي حتى نستطيع الإستمرار بنشاط و حيوية و نجاح في كامل مجالاتنا الحياتية .
مع تحيات فريق موقع عقول