سنتعرف على أهمية الذكاء في القرآن الكريم، حيث أن حفظ القرآن والتفكير في معناه من أوسع الأبواب وأهم أداة لتنمية ذكاء الطفل، لأن القرآن دعوة وتدبر للتفكير وإعمال العقل والابتكار والحكمة، فهذا هو ختام دراسة حديثة للدكتور إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي أستاذ علم النفس بجامعة حلوان، حيث قد أكدت الأبحاث أن تلاوة القرآن، واستيعاب معناه، والفهم الكامل له، يمكن أن تمكن الأطفال من بلوغ درجة عالية من الذكاء.
ما هو مفهوم الذكاء والتركيز؟
- يُعرَّف الذكاء بأنه نتيجة لمجموعة من العمليات والوظائف التي يؤديها العقل في معالجة المعلومات.
- فضلاً عن القدرة على تحليل الاستجابات وبناء معرفة جديدة من التجارب القديمة بناءً على ما يدركه الدماغ من أعماله الداخلية.
- بينما يشير إلى عملية التركيز وهي أدق عملية تؤثر على الذكاء وقد تكون نتيجة طبيعية له.
الذكاء في القرآن الكريم
يساعد القرآن الكريم على كثير من العوامل التي تزيد من ذكاء الأطفال وأبرزها ما يلي:
التفكر الشديد والتأمل
- حيث تظهر الأبحاث أن القرآن يدعونا إلى التأمل، بدءًا من خلق السماوات والأرض، وحتى خلق البشر والأشياء من حولنا.
- وقد استشهد الدكتور إسماعيل عبد الكافي بما رواه البخاري وأبو داود والنسائي في حديث عمرو بن مسلمة قال: قال أبي «وكانوا في المدينة» قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم: جئتكم من عند نبي الله حقاً، قال: أي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا حضرتكم الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآناً، قال عمرو بن مسلمة: فنظروا، فلم يكن أحد أكثر مني قرآناً فقدموني وأنا ابن ست أو سبع سنين.
شخصية الطفل الإمام
- فهذا الطفل الذي قاد المسلمين بالمدينة المنورة قبل وصول الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستقبل الفرسان وكلما جاء أحد من مكة بالقرآن سمع منه الكثير حتى حفظ القرآن وهو صغير وصار إمامًا لقومه.
- وتظهر الأبحاث أن المساجد تلعب دورًا مهمًا في التنمية الفكرية للأطفال.
- حيث أن دور المساجد يشمل البث والتعليم وخلق مجموعة من القيم الدينية والأخلاقية والسلوكية للطفل.
دور المسجد في ذكاء الطفل وتربيته
- وأضافت هذه الدراسة أن المساجد لها تأثير كبير على الأطفال، خاصة بعد سن السابعة.
- حيث يمتد دور المساجد ليشمل تلاوة القرآن، مما ينمي التفكير العلمي لدى الطفل.
- وكذلك ينشط عقله وقدراته الذهنية، وكل هذا يساهم في إكمال نموه العقلي.
- وتظهر الأبحاث أن الذكاء عملية مكتسبة، رغم أنها وراثية وهناك العديد من الطرق التي تساهم في تنمية ذكاء أطفالنا.
كيف يساعد القرآن الكريم في نمو ذكاء الأطفال؟
وقبل أن نتناول أهمية تلاوة القرآن الكريم ومدى تأثيره في حياتنا الدنيوية التي منها زيادة ذكاء الأطفال، لابد أن نذكر فوائد تلاوة القرآن الأخروية التي منها:
- شفاعة القرآن لحفظته يوم القيامة، كما في الحديث ((الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ، يقولُ الصيامُ : أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه، فيَشْفَعانِ)).
- أن تلاوة القرآن سبب في علو منزلة القارئ يوم القيامة، للحديث الذي جاء عند الترمذي عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها)).
- جاء أن قاري القرآن الكريم مع السفرة البررة وهم الملائكة كما في الحديث الذي رواه البخاري أن عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم قال ((مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران)).
- أن القرآن الكريم يشفع لحافظه وقارئه يوم القيامة، ودليل ذلك ما أخرجه مسلم من حديث أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة )).
- حيث أن حافظ كتاب الله تعالى وقارئه يتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويقتدي به، فهو يقتدي بخير الأنبياء وإمام المرسلين صلى الله عليه وسلم، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحفظ القرآن ويعرضه على جبريل عليه السلام.
لماذا يساعد حفظ القرآن على نمو ذكاء الطفل؟
- لأن اللغة العربية هي واحدة من أصعب اللغات في العالم، فكلما زادت صعوبة تلقي الطفل وتعلمه، زاد ذكاءه وتطوره.
- فالقرآن الكريم نزل باللغة العربية ويحتوي على كلمات صعبة وكلمات تزيد من ذكاء الطفل.
- لذلك يعزز القرآن القدرة على الحفظ عند الأطفال، خاصة عندما يكون الشخص الذي يحفظ القرآن طفلاً.
- فبما أن التعليم في الطفولة يشبه النقش على الحجر، فقم بحفظ القرآن لابنك حتى يكون لديه موهبة أكبر في الحفظ.
- فالقرآن يدفع الطفل بلا ريب إلى التأمل في خلق الله والكون وحقيقة الخالق.
- والتأمل في الطبيعة كما يقول الله تعالى: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {20} فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ {21}).
- يساعد على تحسين فصاحة ولباقة الطفل، فالقرآن مليء بالكلمات الصعبة التي تساعد الأطفال على تحسين النطق.
الفوائد الدنيوية من حفظ القرآن الكريم
حفظ القرآن له تأثير كبير على الذاكرة
- ومثل هذا يلاحظه كل إنسان بسهلة إذا تابع أي طفل يحفظ القرآن منذ الصغر.
- فستجد أن ذاكرته أقوى، وفوائد تلاوة القرآن للعقل ليست كذلك فحسب. ولكن يساعد أيضا على تطوير جوانب الإدراك والفهم والحكمة.
- كما في قوله تعالى (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ).
- ومعني مدكر أي هل من مُتَّعظ فقراءة القرآن بتتدبر وتفكير وإتقان تعمل على تقويه جانب الذكاء لدى الأطفال خاصة ذلك الطفل الذي يعرف سبب نزول الآية ومعناها.
قراءة القرآن تزيل هم كل مهموم ومغموم
- وتعالج كل الأمراض النفسية لأنه تذكر الإنسان بالآخرة والثواب المترتب على صبره في الدنيا، وهذا كله يري القلب.
- ودليل ذلك قوله تعالى: ((الّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ)).
- وقوله تعالى: ((الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿١٥٦﴾أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)).
- وقوله تعالى: ((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ))، وغيرها من الآيات العديد والعديد.
قراءة القرآن الكريم تقوي الشخصية للطفل
- إن القرآن الكريم يعمل على تقوية شخصية الطفل خاصة والإنسان عمومًا.
- فحافظ كتاب الله يتقدم بإمامة الناس في الصلاة، ولا شك أن مثل هذا الأمر يقوي من شخصيته منذ الصغر ويجعله قائدا.
- وهو إلى ذلك يكسب الطفل لباقة وطلاقة في الكلام، يعزز من قدرته على التواصل مع الآخرين، وكذلك يعمل على زيادة قدرته على التواصل الاجتماعي.
شاهد أيضًا: تدريب الطفل على استخدام القصرية (النونية)..متى أبدأ؟
ختامًا: إن للقرآن فوائد لا تعد ولا يمكن أن نحصيها خاصة في زيادة قدرة الطفل ومهارته وذكائه، فيجب على كل مسلم عاقل أن يعتني بتحفيظ أولاده كتاب الله تعالى، ففيه النجاة في الدنيا والآخرة.