جدول المحتويات
برين جيم وقبعات التفكير الست Brain Gym and the Six Thinking Hats
يعتبر التفكير أحد أهم القدرات البشرية التي تميز الإنسان عن سائر الكائنات. ومن أجل تطوير هذه القدرة وجعلها أكثر فعالية، قام إدوارد دي بونو، في سبيل الوصول إلى تفكير أكثر تنوعًا وإبداعًا، بابتكار أسلوب فريد ومبتكر يُعرف بـ “قبعات التفكير الست”. تعتبر هذه الأداة منهجًا متعدد الأوجه يهدف إلى تفعيل مختلف أوجه التفكير أثناء مناقشة موضوع معين أو اتخاذ قرار مهم ، برين جيم وقبعات التفكير الست .
محتوي المقال ما هي قبعات التفكير الست ؟
لماذا مصطلح قبعات التفكير الست ؟
من هو إدوارد دي بونو Edward de Bono ؟
شرح كل قبعه من قبعات التفكير الست .
علي اي اساس اختيرت ألوان قبعات التفكير الست ؟
أهمية وتأثير قبعات التفكير الست .
أمثلة عن كل قبعة من قبعات التفكير الست .
مثال عملي عن كيفية تطبيق قبعات التفكير الست .
قد يهمك أيضا الإطلاع علي
بطاقات عبَّر للتعبير عن المشاعر للأطفال
لماذا مصطلح قبعات التفكير الست ؟
مصطلح “قبعات التفكير الست” تم تطويره بواسطة العالِم والمؤلّف إدوارد دي بونو. تعود أصول هذا المفهوم إلى عقد الستينات من القرن العشرين. تحديدًا، في عام 1985، قام إدوارد دي بونو بنشر كتابه المعروف “Six Thinking Hats” (قبعات التفكير الست) الذي قدّم هذا النموذج.
الفكرة كانت تهدف إلى توفير نهج منهجي للتفكير واتخاذ القرارات، يستند إلى تفعيل مجموعة متنوعة من أوجه التفكير. تتيح قبعات التفكير الست للأفراد الانتقال بين مختلف الأنماط العقلية بشكل منهجي، مما يسهم في تعزيز الإبداع والتحليل الشامل للقضايا.
منذ ذلك الحين، أصبح مفهوم قبعات التفكير الست شهيرًا ومستخدمًا على نطاق واسع في البيئات التعليمية والأعمال وإدارة الشؤون وحل المشكلات. هذا المفهوم يعدّ وسيلة قيمة لتحسين الاتصال وتوجيه النقاشات واتخاذ القرارات المستنيرة.
من هو إدوارد دي بونو Edward de Bono ؟
إدوارد دي بونو (Edward de Bono) هو عالِم ومفكّر مالطي، وُلِد في 19 مايو 1933. يُعتَبَر دي بونو واحدًا من رواد ومبتكري مجال التفكير الإبداعي وتطوير العقلية. قضى حياته مُعنيًا بفهم كيفية تحسين تفكير البشر وزيادة إبداعهم وكفاءتهم في حل المشكلات ، تركت مساهمات إدوارد دي بونو أثرًا كبيرًا في مجالات الإبداع والتفكير، واعتبر مفكّرًا بارزًا في تطوير أساليب التفكير وتحسين جودة الحوارات واتخاذ القرارات.
عُرِفَ إدوارد دي بونو بعدة مساهمات أهمها
قبعات التفكير الست (Six Thinking Hats)
هذه المنهجية تمثلت في نموذج القبعات الست، الذي شرحته في كتابه المعروف بنفس الاسم. يهدف النموذج إلى تحسين النقاش واتخاذ القرارات من خلال توجيه التفكير نحو مجموعة متنوعة من الأنماط العقلية.
تفكير التصميم (Lateral Thinking)
قدم دي بونو مصطلح التفكير التصميمي الذي يشجع على البحث عن حلول ومناهج جديدة للمشكلات من خلال ابتكار وتجاوز الأنماط التقليدية للتفكير.
تفكير موجّه (Direct Attention Thinking Tools)
طوّر مجموعة من الأدوات والتقنيات التي تساعد في توجيه التفكير وتحفيز الإبداع.
كتب ومؤلفات
لدى إدوارد دي بونو مجموعة من الكتب التي تتناول مواضيع التفكير الإبداعي، وحل المشكلات، وتطوير العقلية. من بينها “Lateral Thinking: Creativity Step by Step” و”Six Thinking Hats” وغيرها.
قبعات التفكير الست Brain Gym Six thinking hats
استخدام قبعات التفكير الست يساعد على تفعيل أوجه مختلفة من العقل والتفكير، مما يسهم في تحسين جودة النقاش واتخاذ القرارات من خلال تنويع النهج والنظر إلى الأمور من زوايا متعددة.
باستخدام قبعات التفكير الست، يُمكن للأفراد تحفيز مجموعة متنوعة من أوجه التفكير أثناء المناقشات واتخاذ القرارات. هذا يساعد على تحسين البحث عن حلول واستنباط أفكار جديدة وتقديم تقييمات شاملة ومتوازنة.
قبعة الفهم (البيضاء)
هذه القبعة ترمز للمعلومات والحقائق البيانية. عند ارتدائها، يتوجب على الفرد جمع البيانات وتقديمها بشكل موضوعي دون التدخل بتقديراته أو تحليله. تُشجّع هذه القبعة على التفكير الواضح والتركيز على الوقائع.
- التركيز على الحقائق والمعلومات.
- جمع البيانات وتقديمها بشكل موضوعي.
- تحليل الوقائع وفهم الوضع كما هو دون تقديرات.
قبعة العاطفة (الحمراء)
تمثل هذه القبعة الجانب العاطفي والشخصي للموضوع. يُشجّع مرتدي القبعة الحمراء على التعبير عن مشاعره واندفاعاته بصراحة، دون الحاجة إلى تبريرها. هذا يساعد على فهم أعمق للمشاعر والردود العاطفية المرتبطة بالموضوع.
- التعبير عن المشاعر والاندفاعات بصراحة.
- التفكير الشخصي والمشاركة بالآراء دون تقييد.
- التركيز على الجوانب العاطفية والتأثيرات الشخصية.
قبعة التفكير الإيجابي (الصفراء)
تمثل هذه القبعة التفكير المتفائل والإيجابي. عند ارتدائها، يتوجب التركيز على استخلاص الجوانب الإيجابية والفوائد المحتملة للموضوع. تعزز هذه القبعة من التفاؤل والبحث عن الفرص.
- التركيز على الجوانب الإيجابية والفوائد المحتملة.
- التفكير المتفائل وتقدير الإيجابيات المحتملة.
- استشراف الفرص والنتائج الجيدة.
قبعة التفكير السلبي (السوداء)
تمثل هذه القبعة التحليل النقدي والتركيز على الجوانب السلبية والمشاكل المحتملة. عند ارتدائها، يجب التركيز على تحليل المخاطر وتقييم النقاط الضعيفة. هذه القبعة تساعد على توخي الحذر وتحديد العوائق المحتملة.
- التركيز على التحليل النقدي وتحديد النقاط السلبية.
- التفكير بالمخاطر والمشاكل المحتملة.
- تقييم العواقب والتحفظ من التفاؤل المفرط.
قبعة الإبداع (الخضراء)
تُشجّع هذه القبعة على التفكير الإبداعي والتجديد. عند ارتدائها، يمكن للأفراد اقتراح الأفكار الجديدة والغير تقليدية. يُشجّع هذا النمط على الاستكشاف والتجريب واستنباط حلول مبتكرة.
- التشجيع على التفكير الإبداعي والتجديد.
- اقتراح الأفكار الجديدة والحلول المبتكرة.
- استكشاف مجموعة متنوعة من الخيارات والمسارات.
قبعة الإدارة (الزرقاء)
تمثل هذه القبعة التنظيم والإدارة العقلية. عند ارتدائها، يجب التركيز على التخطيط والتنظيم وتحديد الخطوات المنطقية. هذه القبعة تعزز من التفكير المنهجي والهيكلة.
- التركيز على التخطيط والتنظيم وإدارة العملية العقلية.
- توجيه التفكير نحو الأهداف والخطط.
- التفكير الهادئ والمنهجي في تدبير الأمور.
علي اي اساس اختيرت ألوان قبعات التفكير الست ؟
قبعة الفهم (البيضاء)
إنّ هذه القبعة ترمز إلى التفكير الحيادي والموضوعي، وتُعبّر عن البيانات والحقائق بمثابة الصفحة البيضاء. عندما ترتدي هذه القبعة، تستمع وتتجاوب وفقًا لما يُقدّم من معلومات، دون التدخل بأي تقديرات أو تحليلات. تُساعدك هذه القبعة على رؤية الأمور كما هي، وفهم الواقع بدون تلوينات شخصية.
قبعة العاطفة (الحمراء)
هذه القبعة تتجسّد باللون الأحمر الزاهي، وتُمثّل وجهة نظر مشوبة بالعواطف والمشاعر. عند ارتداء هذه القبعة، تتيح لك التعبير عن مشاعرك بحرية، سواء كان ذلك الغضب أو الخوف أو السعادة. تُمكّنك من مشاركة تجاربك الشخصية وتفسيراتك العاطفية.
قبعة التفكير السلبي (السوداء)
مثل الظلام اللون السوداء يرمز إلى التحليل النقدي والتركيز على الجوانب السلبية والمحتملة للموضوع. عند ارتداء هذه القبعة، يجب أن تكون حذرًا ومتأنيًا، حيث تساعدك على تحليل المخاطر وتقييم النقاط الضعيفة. تشجّع على التفكير النقدي وتوضيح التحديات المحتملة.
قبعة التفكير الإيجابي (الصفراء)
تُمثل هذه القبعة اللون الدافئ للشمس والدفء، وترمز إلى التفكير الإيجابي والتفاؤل. عند ارتداءها، يجب أن تنظر إلى الجانب المشرق والجوانب المثيرة للأمل. تساعدك هذه القبعة على اكتشاف الجوانب الإيجابية والفرص المحتملة.
قبعة الإبداع (الخضراء)
هذه القبعة تعكس لون الخضرة والنمو، وترمز إلى التفكير الإبداعي والأفكار الجديدة. عند ارتداءها، يمكنك استخدام الخيال والإبداع لاقتراح حلول مبتكرة وطرق غير تقليدية للتعامل مع المشكلات. تُشجّع على اتباع مسارات جديدة واستكشاف أفق جديد للحلول.
قبعة الإدارة (الزرقاء)
تُرمز القبعة الزرقاء إلى لون السماء، وتعبر عن التنظيم والهيكلة. عند ارتدائها، يجب عليك التفكير في ترتيب الأفكار وإدارة العملية العقلية. تُساعدك هذه القبعة على وضع خطط موضوعية وتحديد الخطوات التي تجب اتخاذها.
أهمية وتأثير قبعات التفكير الست
تساهم قبعات التفكير الست في تحسين جودة التفكير واتخاذ القرارات، وتعمل على تطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الأفراد.
تعزيز التفكير المنهجي
تساعد قبعات التفكير على توجيه التفكير بطريقة منهجية ومنظمة. كل قبعة تركز على نوع معين من الاعتبارات مثل الحقائق، والمشاعر، والتفكير الإيجابي، وهذا يساعد في تفادي التشتت والارتباك.
تعزيز التفكير الإبداعي
تشجع قبعات التفكير على اعتماد وجهات نظر غير تقليدية ومختلفة. يمكن أن تساعد هذه القبعات على كشف حلول جديدة وأفكار إبداعية للمشكلات.
تعزيز التفكير الشامل
من خلال استخدام مجموعة متنوعة من القبعات، يمكن للأفراد التفكير بشكل شامل حيث يأخذون في الاعتبار مختلف العوامل والنواحي المختلفة للقضية.
تطوير مهارات اتخاذ القرار
تقوم قبعات التفكير بتوجيه الأفراد للنظر في جوانب متعددة للقرارات المتخذة. هذا يساعد في اتخاذ قرارات أكثر توازنًا ومستنيرة.
تحسين التفاهم الاجتماعي
يمكن استخدام قبعات التفكير لتحسين التواصل والتفاهم بين الأفراد في المجموعات. عندما يشارك الأفراد في مناقشة موضوع، يمكن استخدام القبعات لضمان مشاركة وجهات نظر متعددة وتجنب الصراعات غير المثمرة.
تجاوز التحيزات الشخصية
تعمل قبعات التفكير على إبعاد الأفراد عن تحيزاتهم الشخصية والانفعالية، حيث يتم تركيز الانتباه على العوامل الواقعية والمنطقية.
تطوير مهارات التحليل والتقييم
تساعد قبعات التفكير في تطوير قدرات التحليل والتقييم، حيث يتعين على الفرد تقييم الأمور من مختلف الزوايا قبل اتخاذ أي قرار.
تحفيز التعاون والعمل الجماعي
من خلال استخدام قبعات التفكير في جلسات المناقشة واتخاذ القرارات، يمكن تعزيز روح التعاون والعمل الجماعي بين الأفراد.
أمثلة عن كل قبعة من قبعات التفكير الست
القبعة الخضراء
1. تطوير تصميم جديد للحقيبة المدرسية يستخدم مواد قابلة للتحلل البيئي للحد من التأثير البيئي للنفايات البلاستيكية.
2. إبتكار نظام تعليمي مبتكر يستخدم تقنيات الواقع الافتراضي لتحسين تفاعل الطلاب مع المواد الدراسية.
3. تطوير تطبيق هاتف ذكي يساعد كبار السن في تعلم وممارسة التمارين البدنية المناسبة لصحتهم.
القبعة السوداء
1. تقييم الآثار الاقتصادية والاجتماعية لتقنية الذكاء الاصطناعي على سوق العمل والبشرية.
2. تحليل العوامل المؤثرة في انخفاض نسبة القراءة بين الشباب واقتراح حلول لتعزيز القراءة لديهم.
3. تقدير المخاطر المحتملة لتنفيذ مشروع بنية تحتية كبير وتحديد الاستراتيجيات للتعامل معها.
القبعة البيضاء
1. جمع المعلومات حول التأثيرات البيئية للتغيرات المناخية على الحياة البحرية والمحيطات.
2. دراسة حول تأثير النوم على أداء الطلاب وصحتهم العامة من خلال تحليل البحوث الطبية والنفسية ذات الصلة.
3. جمع معلومات عن أحدث التقنيات في مجال الطاقة المتجددة والمساهمة في تقدير كفاءتها وجدواها الاقتصادية.
القبعة الحمراء
1. مناقشة كيف يمكن أن تشعر الطلاب بالقلق تجاه امتحانات النهاية واقتراح طرق للتغلب على هذا القلق.
2. تبادل الآراء حول العواطف التي قد يشعر بها الأشخاص أثناء تجربة العمل من المنزل بسبب جائحة كوفيد-19.
3. مناقشة كيفية تأثر المشاعر بمشاهدة الأخبار السلبية بشأن الأزمات البيئية وتداول الأفكار لتخفيف هذا التأثير.
القبعة الصفراء
1. التفكير في فوائد إضافة مادة تعليمية تعلم الطلاب كيفية إدارة ميزانياتهم الشخصية والتخطيط للمستقبل المالي.
2. تسليط الضوء على الفوائد المحتملة لتطبيق تكنولوجيا الواقع الافتراضي في التعليم وتحسين فهم الطلاب للمفاهيم الصعبة.
3. التفكير في كيفية استفادة المجتمع من تعاون شبكات التواصل الاجتماعي لتعزيز التواصل ونقل المعلومات.
القبعة الزرقاء
1. وضع خطة لإطلاق حملة توعية بأهمية فصل النفايات وتدويرها في المدرسة.
2. وضع استراتيجية لتحسين تجربة العملاء في متجر تجزئة من خلال تحسين خدمة العملاء وتوفير تجربة شراء مميزة.
3. تخطيط لتنظيم فعالية خيرية لجمع التبرعات لدعم مرضى السرطان وتحقيق أقصى تأثير إيجابي من الفعالية.
مثال عملي عن كيفية تطبيق قبعات التفكير الست
لنقم بتوضيح مثال عملي على كيفية تطبيق قبعات التفكير الست في موقف واقعي. دعونا نفترض أن هناك فريقًا يعمل على تطوير منتج جديد، ويجب أن يقوم الفريق بتحديد ما إذا كان يجب المضي قدمًا في تطوير هذا المنتج أم لا.
قبل أن يبدأ الفريق في اتخاذ قرار، يمكنهم تطبيق قبعات التفكير الست على النحو التالي:
قبعة البيانات الحمراء (الواقعية)
الأعضاء يجمعون ويحللون البيانات الحالية والواقعية المتعلقة بالمنتج المقترح، مثل تكاليف التطوير، والسوق المستهدف، والتوقعات المالية.
قبعة البيانات البيضاء (الحقائق)
يتم جمع الحقائق والمعلومات الواضحة حول المنتج المقترح دون التدخل في تقديرات أو تفسيرات. على سبيل المثال، عدد المنافسين، حجم السوق، والموارد المتاحة.
قبعة البيانات الأخضر
في هذه المرحلة، يمكن للفريق توليد أفكار جديدة وإبداعية حول المنتج. هذه الأفكار قد تتضمن تصميمات جديدة، أو استخدامات غير تقليدية، أو طرق تسويق مبتكرة.
قبعة البيانات الصفراء (الإيجابيات)
يتم التركيز على الجوانب الإيجابية والمحتملة للمنتج، مثل المزايا المتوقعة للعملاء والفوائد المالية المتوقعة.
قبعة البيانات السوداء
هنا، يجب على الفريق التفكير في المخاطر المحتملة والعقبات التي يمكن أن تواجه تطوير وتسويق المنتج، مثل التحديات التقنية، والمشاكل المحتملة في الإنتاج.
قبعة البيانات الزرقاء (التحكم والتنظيم)
في هذه المرحلة، يتم تقييم جميع المعلومات المجمعة من خلال القبعات السابقة واتخاذ قرار مستنير بناءً على مجموعة متنوعة من الأنظمة والأسس.
من خلال تطبيق هذه القبعات، سيكون لدى الفريق فهم أوسع وأكثر شمولًا للمشكلة، وسيتمكنون من اتخاذ قرار أفضل وأكثر معرفة بالمخاطر والإيجابيات. يمكن تكرار هذه العملية أثناء مختلف مراحل تطوير المنتج لضمان استفادة كاملة من تنوع وجهات النظر.